الأبواب.. غنتها فيروز وأحسن ترامب استخدامها

  • A+
  • A-

نبض سوريا -  خاص

بقلم: إيناس محمد

وبواب بواب شي غِرب شي صحاب.. غنتها السيدة فيروز في القرن الماضي فأشعلت القلوب إعجابا وحنينا، ويبدو أن الأبواب التي ألهمت الشاعر جوزيف حرب حينها حتى كتب هذه الكلمات المرهفة، لم تكن حدثا منفردا؛ ففي يومنا الحالي تشغل أبواب أخرى أذهان الجميع، وتشعل مواقعها المخاوف أحيانا والإعجاب أحيانا أخرى..


خلال الأسبوع الماضي تحدثت وسائل الإعلام والمحللون السياسيون عن عدة أبواب.. وألمحوا إلى أن الباب الخلفي أو الجانبي يعتُبر عموما أقل أهمية من الباب الأمامي وأن من حسن إكرام الضيف تقديم صدر البيت له، وهكذا هم السياسيون والقادة حول العالم.. إلا في حالات خاصة؛ عندما يكون لديهم رسائل يريدون إيصالها فيدخلون الشخص من الباب المناسب لرسالتهم..


استقبال الرئيس الأميركي لولي العهد السعودي بمراسم مهيبة لا تشوبها شائبة ومن الباب الأمامي للبيت الأبيض، أشعل مقارنة بينه وبين استقبال الرئيس المؤقت لسوريا، من باب جانبي دون أي مراسم ودون حتى رفع العلم السوري.


وعلى الباب الجنوبي لسوريا دخل ضيف (غير مرحب به) وأعلن إعلامه أن الزيارة كانت بهدف تفقد المناطق التي تقدم فيها الجيش الإسرائيلي منذ إسقاطه - بحسب تصريحه - للنظام السابق الحاكم لدمشق..


وعلى أبواب سماء سوريا من جنوبها إلى شمالها وغربها، حلت الطائرات الإسرائيلية أيضا كضيف ثقيل غير مرغوب به، ورسمت تحت الغيوم خطوط دخانها الملغوم وكأنها تعلن.. من بين عيونك لطلعلك.. 


وتحت تلك السماء تصطف أبواب - شي مسكّر وناطر تيرجعوا الغيّاب -الذين لن يعودوا بعدما نحرت حياتَهم سكاكينُ من يُفترض أنهم (أخوتهم) في الوطن استجابة لمن يفترض أنهم (أئمة) الدين السّمِح، أبواب شهداء المجازر الذين لن يعودوا لأنهم.. أحياء عند ربهم يُرزقون..


وتحت تلك الخطوط أيضا أبواب و -في باب مهجور أهلو منسيّين- أحاط بمنزلهم فقر مدقع فتناساهم من حولهم خجلا ونسوا الحياة عجزا


وحسب مقولة أهل الفورة.. ما لنا غيرك يا الله.. ندعوك بتحقيق أمنية الدرة فيروز في آخر أغنيتها بأن لا يحزن ولا بيت ولا يتسكر باب..