نبض سوريا - متابعة
دون الكاتب السوري نارام سرجون كيف أن الثورة كانت مصيدة تحولت سوريا بسببها إلى جارية تتقاذفها أيادي الدول، لتحصل على حصة منها وتنهش في جسدها ، كما توقع الأسد تماما.
وقال سرجون في مدونته لقد أثبت الرئيس بشار الأسد أنه كان على صواب في كل شيء ، وأن رؤيته كانت منذ عام 2011 كانت دقيقة، فالثوار لايملكون أي استقلال فكلهم مرتزقة وعملاء ومأجورون وليست لديهم كرامة أمام أي ممن استعملهم وأعطاهم مالا ودعما واشتراهم بثمن بخس، لأنه اليوم يعاملهم كالعبيد، ويعامل بلدهم كالطريدة والسبية، فسورية هي التي سباها العالم، وأما من قدمها سبية فهم بعض من أبنائها الذين يرقصون في كل مكان طربا، وهم لايعرفون أنهم مذبوحون، وبعضهم وقف خلف الأبواب يستمع الى صوت فض بكارتها.
وبين أن دمشق كان في زهوتها الأموية ووزنها الإقليمي في عهد الأسدين أتفق السوريون على ذلك أم لا_ لكنهم سيدركوه بعد فوات الاوان_ وليس في عهد من يسمون أنفسهم أهل السنة، وأوضح أن "الوزن الإقليمي لسوريا كان عبارة عن فقاعة منفوخة صنعها عقل حافظ الأسد الاستراتيجي ومن مشى معه من الوطنيين، وصنعه بالعلويين الفقراء الذين كانوا جزءا قياديا هاما من المؤسسة العسكرية خاضت حروبا ضارية في 1973 وفي لبنان، وجعلوا سورية ركيزة أساسية في الإقليم عندما كان الأسد يلاعب الشرق الأوسط.
وأكمل الآن انفجرت الفقاعة السورية كالبالون الذي فجره بعض المجانين بوخزه ممن يسمون أنفسهم أهل السنة، والحقيقة الفاقعة هي أن أهل السنة لايستطيعون وحدهم إقامة وزن إقليمي لسورية كالذي صنعه الأسدان ، لايمكن أن يكون لسورية وزن من دون الأقليات التي أعطاها الأسد إحساسا متوازنا أنها تساوي الأكثرية فقدمت كل مالديها، والدليل أن البلد صار مثل المسخ وعاد إلى أقل من حجمه الطبيعي عندما طغت أكثرية على الأقليات ولاتزال تظن أنها تقدر أن تعيد الوزن الإقليمي لسورية لأنها تصنف نفسها على أنها عصبة أموية وترقص على أنغام الشتائم وانحطاط الاخلاق، وصارت سورية منذ اليوم – في غياب الأسد – مثل جارية تخدم في عدة بيوت ويتداولها الأتراك والاسرائيليون والقطريون والسعوديون، ولاشك أن لديها أياما تخدم فيها في البيت الابيض بصمت وفي سرير سيد البيت الأبيض لتسرّي عنه.
ومضى إلى أن" الحقيقة هي أن بنت أمية دمشق ، صارت جارية الأقليم ، في زمن بني أمية ، وكانت في أبهى أمويتها في زمن الاسد الذي أعاد اليها بريقها الأموي، وجعل ساحة الأمويين أهم ساحة في الشرق الأوسط وباسمها تفاوض العالم ، وجعل أهم وشاح وأهم وسام في دمشق وشاح أمية ووسام أمية، وصلت كل طوائفها في مسجد بني أمية ، وراء أئمة أمويين ، واليوم سيصلي الدماشقة كما تريد استنبول والسلاطين السلاجقة وتل أبيب ، وشيوخ الدوحة، وربما كما تريد موزامبيق أو ميكرونيزيا.
وتابع سرجون كان الأسد على صواب بأن كثيرا من السوريين هم في الحقيقة عملاء لدول أجنبية وليست في ثورتهم اي غايات وطنية بل طائفية وعنصرية ، غير مؤهلين لإدارة دكان، وكان على حق عندما كان يعلم أن الأتراك يريدون شرا بنا وأنه لايهم إن اجتمع بأردوغان أم لا؟ فهو كان يعلم أنه ليس جادا وأنه مثل نتنياهو، يفاوض ويحضر للطعن ،
واردف، أردوغان كان يحضر الإرهابيين بغض النظر عن اللقاء وجهزهم لهذه المرحلة ، وكان الأسد يدرك أن هذه الثورة صممت لتفتيت المجتمع وليس لجمعه ، وهي ستكون سببا في أفقار الناس لتسهيل قبولهم باسرائيل بحثا عن شيء يسد رمقهم ، وأنها مشروع حرب أهلية حاول منعها 14 سنة ولكنها الان قد تندلع في أي لحظة بشكل أشرس بعد أن بدأت مسير تها بمذبحة كبرى .. فما بدا بمذبحة لن يسير إلا على خطا المذابح وستكون لغته المذابح.
وبين الكاتب الدمشقي أن الأسد كان يدرك دموية الثوار منذ لقاءه بالصياصنة الدرعاوي في قصره ويوم التقى المنفعلين من أهل درعا الذين أصروا على ان يكذبوا عن قصة أظافر الاطفال وعرف انهم جاؤوا لرفع العتب فقط وكان هدفهم الفوضى مدفوعين من إسرائيل حاول منعهم لكن صورة الثورة الحقيقة ظهرت دون أقنعة وشعارات، فهي طائفية مقيتة، وكان الاسد يقول لكل من يجتمع به ألا يأمن لليوم التالي لسقوط سورية لأنها ستكون نهايتها وستقسم، وقد قسمت بالدم والكراهية أمام عيون أبنائها.
وأشار إلى أن التقسيم لايحتاج خطوطا بل يحتاج تقسيما نفسيا، ونفور البعض من البعض، وعدم رغبة بالعيش المشترك ، فهل يقدر أحد من السنة الآن أن يقنع سكان الساحل أو سكان جبل العرب أنهم مواطنون لهم كل حقوق المواطنة أم هناك عنصرية، ضد أهل الساحل وضد جبل العرب وضد كل المكونات التي لاتنسجم مع الخط الاخواني والعثماني.
وبين سرجون كان الرئيس الأسد على صواب عندما كان يحذر الكثيرين من أن الافقار والضغط الاقتصادي سيشمل الجميع وأن غايته هو إبعاد الناس عن وطنهم وأنهم وقعوا في الفخ العراقي عندما ظن العراقيون أن مشكلتهم مع العالم هي صدام حسين ، ليتبين أن مشكلتهم مع العالم هي العراق، وأنهم عراقيون فكان انتظار السوريين لأحلام العصافير برفع الحصار وحل مشاكلهم، فلم يرفع الحصار لأن المشكلة ليست الأسد بل المشكلة هي سورية ودورها،
وتابع لن يرفع الحصار إلا بثمن باهظ جدا جدا سيدفعه السوريون اليوم الذين ولأول مرة في زمن الحرية انقطعت رواتبهم ، وجاعت نساؤهم وأطفالهم، ويهان رجالهم من اي جهادي مهاجر، ويخسرون بيوتهم، وأما من في الساحل فإن كل من كان يبتعد عن خيار الأسد بحجة أنه لم ينل من صموده شيئا، وأنه دفع ثمنا ولم يكافأ، وجد أنه دفع ثمنا في أمنه وحياته وكرامته وحقه في مواطنة كاملة.
وأعاد المدون للأذهان أن الأسد حذر الجميع لأن اليوم الثاني لسقوط أخر معقل للحرية والوطنية والعلمانية سيكون مثل تداعي الذئاب والضباع الى جسد ظبية تمزقه ويشد كل ذئب طرفا منها حتى تتمزق .. وسورية هي تلك الظبية التي سقطت وتعثرت واجتمعت عليها الذئاب .
وختم سرجون أعرف أنك لاتقدر أن تبتسم ايها الرئيس وليست من أخلاقك الشماتة، ولكن ماحل بنا يجب أن يجعل السوريين يدركون انك كنت على صواب، وقلت الحقيقة دون أن تقرأ نوستراداموس وأخبار العرافين، لأن بعضا من شعبك لم يرد أن يعلم مما جرى لليبيين والعراقيين واليمنيين، وأصروا على الجهل المطبق رغم درسي ليبيا والعراق، وسيدركون أي رزء وأي خطيئة ارتكبوها بحق بلدهم، وسيعرفون الندم حرفا حرفا وسيرونه في كل شارع وناصية، وسيرددون: زنقة زنقة ودار دار .. كنت محقا يابشار .