دمشق تحت سطوة "الغنائم "..
تفاصيل اختراق الميليشيات لمديرية النقل في العاصمة

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  دمشق

كشفت مصادر خاصة عن تحوّل مديرية النقل في العاصمة دمشق إلى ما يشبه الإقطاعية المغلقة، يديرها مدير يفتقر إلى المؤهلات العلمية اللازمة، وسط انتشار واسع لشبكات الفساد والمحسوبية.


وأفادت المصادر بأن "المدير مأمون عبد النبي، والذي لا يحمل شهادة التعليم الأساسي، أحكم السيطرة على المديرية بمشاركة عناصر من الميليشيات، محوّلاً المرفق العام إلى مزرعة عائلية خاصة".


في تفاصيل تكشف حجم الانحراف الإداري، أوضحت المصادر أن زوجة المدير تتولى رئاسة شعبة الفراغات، بينما يشرف شقيقه – الذي لا يزال طالباً – على قسم اللوحات، وسط انتشار عناصر من "المحاسيب" في مختلف الأقسام.


وكشفت المصادر عن فرض أسعار خيالية للخدمات، حيث يُطلب من المواطنين مبلغ 400 ألف ليرة للفحص الخارجي، ومليون ليرة لعقد الفراغ الخارجي، تحت ذريعة "خدمة VIP"، فيما أصبحت الرشوة جزءاً أساسياً من تعرفة المعاملات.


ولفتت المعلومات إلى قيام المدير بفتح قسم نقل الملكية أيام السبت – وهو يوم العطلة الرسمية – حصرياً لصالحه ولحاشيته، حيث تُنجز المعاملات خلال ساعات مقابل مليون ونصف ليرة، مستخدماً أجهزة الدولة وموظفيها لخدمة مصالحه الخاصة.


وأبرزت المصادر سيطرة عناصر قادمة من إدلب – مثل أنس الخطيب وعبد القادر – على مفاصل العمل في المديرية، حيث يتقاضون الرشاوى بالدولار الأمريكي تحت حماية المدير.


في مشهد يلخص انهيار هيبة المؤسسة، يقوم عنصر أمن تابع للمديرية – وهو شاب صغير – بتخويف وترهيب كبار المهندسين والعاملين، فيما تُباع ورقة الدور للفحص الفني بنصف مليون ليرة.


وكشفت المصادر أن المدير عبد النبي كان قائد فصيل في جبهة النصرة بإدلب، قبل أن ينتقل إلى دمشق ويستلم منصبه خلال 24 ساعة فقط، حيث أحضر معه أكثر من 40 شخصاً من منطقته، بعضهم مسلح، ليتم توظيفهم في المديرية.


وأشارت المصادر إلى ضلوع المدير في حادثة اختطاف وقتل المهندس مجد خليل، حيث تم سحبه من مكتبه في المديرية من قبل مجموعة مسلحة.


وهكذا تتحول مديرية النقل في دمشق من مؤسسة خدمية تهدف إلى تنظيم قطاع النقل وخدمة المواطنين، إلى دائرة مغلقة للفساد والمحسوبية، تدار بعقلية الغنائم والحروب، مما يكرس حالة الانهيار المؤسسي ويضع الوطن والمواطن تحت رحمة عصابات الفساد.