"لوموند" الفرنسية تفضح محاكمة الساحل: مسرحية هزلية تكرس العقاب الجماعي للعلويين

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - متابعة

كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية النقاب عن حقيقة المحاكمة الجارية في سوريا، والتي تستهدف متهمين بارتكاب مجازر بحق مدنيين علويين في منطقة الساحل، ووصفتها بأنها "مسرحية هزلية" تفتقر إلى أبسط معايير الشفافية والنزاهة.


وأكدت الصحيفة في تقرير مفصل للكاتبة سمر يزبك، وجود أدلة واضحة على تورط عناصر من القضاء ومحامي الدفاع في انتهاكات جسيمة، مما يجرد العملية القضائية برمتها من أي مصداقية ويحولها إلى مجرد إجراء شكلي.


وسلطت الكاتبة السورية يزبك الضوء على المعاناة الإنسانية المروعة التي يعيشها الآلاف من أبناء الطائفة العلوية، في ظل موجة عنف انتقامي وعقاب جماعي طالتهم بشكل منهجي منذ سقوط النظام السابق.


وأشارت يزبك إلى أن "غياب الدور الفاعل للسلطات والمؤسسات المدنية، فتح الباب أمام انتشار الميليشيات الإسلامية التي تعمل بحصانة كاملة، بينما تروج شائعات ممنهجة تزعم تمرد العلويين، في حين أن جميع من قابلتهم خلال جولتها بين مدن جبلة واللاذقية كانوا يؤكدون رغبتهم الوحيدة في العيش بسلام وطي صفحة الماضي".


ورغم محاولات الأهالي المستميتة للتكيف مع واقعهم الجديد، إلا أن الانتهاكات في المناطق الساحلية تواصلت بشكل متصاعد، بدءاً من الفصل التعسفي والإذلال اليومي، ووصولاً إلى الاختطاف والقتل، في ممارسات تحولت من تجاوزات فردية إلى انتهاكات ممنهجة، بدعم واضح من الحكومة الجديدة وعناصر سابقة تابعة لنظام الأسد.


وخلصت يزبك إلى أن "هذا المسار المزيف لم يكن سوى محاولة لتحسين صورة النظام الجديد أمام المجتمع الدولي، بينما ظل المواطنون – وخاصة العلويين – رهائن بين براثن الميليشيات، في ظل غياب تام للعدالة الانتقالية وانهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة".