إضراب عام يعمّ المناطق العلوية في الساحل السوري رفضاً للقتل الطائفي ومطالبةً باللامركزية

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - محافظات

تشهد المناطق ذات الغالبية العلوية في الساحل السوري، يوم الإثنين إضراباً عاماً واسع النطاق، وذلك استجابةً للدعوة التي أطلقها العلّامة غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، والتي جاءت تأكيداً على جملة من المطالب المحقة تتصدرها وقف عمليات القتل على الهوية الطائفية والاعتقال التعسفي، والتصدي لظواهر الاختطاف والفصل والإقصاء من الوظائف العامة، والمطالبة بإقرار نظام حكم فيدرالي لامركزي في البلاد.


وأظهرت المشاهد الميدانية التزاماً ملحوظاً في مدن اللاذقية وجبلة وطرطوس وصافيتا والدريكيش، بالإضافة إلى ريف حماة الغربي ومدينة مصياف بشكل خاص، حيث أغلقت المحال التجارية والأسواق أبوابها بشكل شبه كامل، في تعبير صريح عن الاستجابة الشعبية للدعوة والضغط لتحقيق المطالب المعلنة.


وأكدت مصادر "نبض سوريا" المحلية أن الإضراب شمل أيضاً قرى وبلدات عدة منها: القطيلبية في ريف جبلة، وحي الزهراء في حمص، وعين الكروم بريف حماة، والمنطار في ريف طرطوس ودمسرخو في اللاذقية، بالإضافة إلى قرى ريف بانياس وجبلة والرملة وضاحية تشرين والزقزقانية وعين الراهب وعين الشرقية، حيث شوهدت الشوارع خالية من الحركة بشكل لافت.


رسائل تضامن وشعارات موحّدة


وانتشرت في هذه المناطق رسائل تضامنية ولافتات كُتبت يدوياً، عبّر فيها الأهالي عن موقفهم الداعم للشيخ غزال غزال ولقرار الإضراب ودعم مطالبها. وضمت العبارات شعارات مثل: "كلنا مع الشيخ غزال غزال… كلنا مع الإضراب — الإضراب حق وكرامة"، و"دم العلوي ليس رخيصاً"، مما يعكس الطابع الجماعي والرمزية التي اتخذها هذا التحرك الاحتجاجي السلمي.


خلفية التوقيت والغاية


ويأتي هذا الإضراب الواسع بالتزامن مع التحضيرات الجارية في مناطق أخرى من سوريا لإحياء ما يُعرف بذكرى "التحرير".


 وقد دعت إليه مصادر محلية للمشاركة في إضراب مدته خمسة أيام، في خطوة تُوصف بأنها تأكيد على الموقف الجماعي وتصعيد للمطالب المحلية المتعلقة بوقف الانتهاكات وتحقيق مطالب الحكم اللامركزي.


وكانت صفحات نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وناشطون إعلاميون، قد نشروا مقاطع فيديو وصوراً تظهر مدى الالتزام بالإضراب وخلوّ الشوارع الرئيسية من المركبات والنشاط التجاري، مسلطين الضوء على السمة السلمية والتنظيم الذاتي الواضح لهذا الحراك الشعبي الذي يحمل أبعاداً سياسية واجتماعية واضحة.