نبض سوريا - متابعة
كشفت صحيفة "The Cradle" في تقرير مفصل لها، أن آلاف المواطنين من الطائفة العلوية خرجوا في احتجاجات حاشدة شملت مختلف المدن الساحلية السورية، وذلك يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من تشرين الثاني.
وذكر التقرير أن "هذه الاعتصامات السلمية جاءت تلبية لدعوة الزعيم الديني للطائفة، حيث امتلأت شوارع وساحات مدن طرطوس واللاذقية وبانياس وجبلة وحمص بحشود من المتظاهرين الذين هتفوا ضد ما وصفوه "بالعنف الطائفي الذي ترعاه الحكومة"، ورفعوا لافتات تطالب بـ"الفدرالية" مرددين الدعوة التي أطلقها زعيمهم الديني غزال غزال في اليوم السابق".
وأفاد التقرير، بناءً على مصادر محلية، أن "قوات الأمن السورية استخدمت العنف المفرط لتفريق المتظاهرين، حيث تعرض محتجون علويون لإطلاق نار مباشر في عدة مدن، بينما تم اعتقال آخرين على نطاق واسع ونقلهم إلى أماكن مجهولة. وأضاف التقرير أن بعض أفراد المجتمع المسيحي شاركوا أيضًا في هذه المظاهرات تضامناً مع المطالب العلوية".
وكشف التقرير أن "هذه الاحتجاجات الواسعة تأتي كرد فعل مباشر على هجوم واسع النطاق استهدف المدنيين العلويين قبل يومين، حيث دخلت ميليشيات قبلية مدعومة من الحكومة حي المهاجرين في حمص، وقامت بعمليات اقتحام وحرق للمنازل والمحلات التجارية، وتخريب للسيارات، وإطلاق نار عشوائي على السكان، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة العشرات".
ونقل التقرير عن سكان محليين في حمص تحدثوا لقناة الميادين، معبرين عن صدمتهم العميقة من عودة العنف الطائفي، حيث قال أحد السكان: "ظننا أن سنوات الحرب قد ولّت. فجأةً، عادت أصوات إطلاق النار إلى الشوارع، وبدأ الناس يركضون في كل اتجاه. نام أطفالي الليلة الماضية في غرفة بعيدة عن النوافذ... لم أستطع النوم للحظة واحدة".
وأضاف آخر: "الجميع في حالة صدمة. الناس يخشون تجدد التوتر الطائفي. الكل يريد عودة الهدوء".
وأشار التقرير إلى أن "هذه التحركات الاحتجاجية تأتي بعد يوم واحد فقط من دعوة الزعيم الديني العلوي في سوريا غزال غزال، الذي حث أبناء طائفته على "الاعتصام في مناطقهم" للمطالبة بـ"الفيدرالية واللامركزية السياسية، ووقف التطهير العرقي والقتل والخطف والأسر، وإطلاق سراح المعتقلين العلويين في السجون".
كما دعا البيان العلويين إلى توثيق وتسجيل كافة أنشطتهم خلال الاحتجاجات.
ولفت التقرير إلى أن "هذه الأحداث ليست الأولى من نوعها، حيث ذكر أنه في شهر آذار من هذا العام، قُتل آلاف المدنيين العلويين على يد قوات الحكومة السورية خلال حملة قمع عنيفة. ومنذ ذلك الحين، جردت دمشق الطائفة العلوية من سلاحها، مما جعلها عرضة لهجمات طائفية وحملات قتل، حيث لا تزال فتيات علويات صغيرات يختفين نتيجة شبكات اختطاف مرتبطة بالحكومة، ويُعدم رجال علويون بانتظام".
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن "العنف الذي تمارسه الحكومة ضد الأقليات في سوريا على مدى العام الماضي دفع بعض الأطراف إلى الدعوة إلى الفيدرالية، أو تقسيم البلاد على أسس طائفية، فيما يتكهن مراقبون بأن إسرائيل، التي أنشأت احتلالاً واسع النطاق في سوريا، تدفع باتجاه الفيدرالية في محاولة لتقسيم سوريا، وهي التكهنات التي اكتسبت زخماً أكبر بعد المجازر التي ارتكبت بحق الدروز في السويداء في تموز".