نبض سوريا - متابعة
في خطوةٍ تعكس القلق الأوروبي المتزايد إزاء انحدار الديمقراطية نحو الهاوية في تركيا، أجرى وفد رفيع المستوى من مؤتمر السلطات المحلية والإقليمية التابع لمجلس أوروبا، زيارة لمرشح حزب الشعب الجمهوري للرئاسة ورئيس بلدية إسطنبول “أكرم إمام أوغلو”، المحتجز في سجن سيليفري دون محاكمة أو توجيه تهم رسمية حتى الآن.
الوفد الأوروبي الذي ترأسه “مارك كولز”، أدلى ببيان رسمي عقب الزيارة، أكد فيه أن احتجاز رئيس بلدية مُنتخب ديمقراطيا لا يمثل فقط انتهاكاصارخا للحقوق الفردية، بل يشكل أيضاً ضربة قوية لاستقلالية الحكم المحلي، ويعطّل عمل المؤسسات الديمقراطية في كبرى مدن البلاد.
وانتقد البيان بشدة ممارسات النظام التركي، مشيراً إلى أن إقالة مسؤولين محليين منتخبين وتعيين بدلاء لهم، يمثل تجاهلاً كبيرا لإرادة الناخبين التي تم التعبير عنها عبر صناديق الاقتراع، فضلاً عن أنه يقوض أسس الديمقراطية المحلية وفق تعبيره.
كما أعرب الوفد الأوروبي عن قلقه العميق، من القمع المتزايد لحرية التعبير وحق التظاهر، مشيراً إلى تقاريرَ موثقة عن انتهاكاتٍ طالت المحتجين، الذين خرجوا للتعبير عن رفضهم لاعتقال إمام أوغلو، في مشهد يعكس تدهوراً خطيراً في مناخ الحريات العامة في تركيا.
هذا واختتم الوفد الأوروبي زيارته، بالدعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن إمام أوغلو، وسائر رؤساء البلديات المعتقلين، مؤكداً أن ما يحدث لا يمكن فصله عن نمطٍ متواصل من التعدي على الديمقراطية وتكميم الأفواه، في وقت تشهد فيه تركيا تراجعاً مقلقاً في مؤشرات الحريات وسيادة القانون.
وفي سياق متصل أقدمت السلطات التركية على حظر حساب أكرم إمام أوغلو الرسمي على منصة “إكس”، في محاولةٍ واضحة لخنق صوته السياسي ومنع تواصله مع الرأي العام، في تطورٍ مقلق جديد اعتبره الكثيرون انتهاكاً إضافياً لحرية التعبير، ويعكس حجم خوف النظام من المعارضة المتنامية داخل تركيا.