نبض سوريا - متابعة
أكّد الكاتب والمحلل السياسي زيد العضم أن الأولوية السياسية في سوريا خلال الأشهر القادمة يجب أن تركّز على إطلاق إعلان دستوري جديد يُرسي قواعد دولة مدنية، ويُحدّث النظام السياسي بما يتوافق مع التحوّلات الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستكون حجر الأساس لبناء استقرار شامل بعد سنوات من الصراع.
ووضّح العضم أن الإعلان الدستوري المقترح سيُعيد هيكلة البنية السياسية، مع إيلاء أهمية لتعديل صلاحيات منصب رئيس الحكومة لضمان مواكبة التوجّهات الجديدة، مؤكدًا أن ذلك سيسهم في تعزيز الثقة بين المكوّنات السورية ويفتح بابًا للحلول السياسية.
كما أشار إلى ضرورة إخراج جميع الفصائل والميليشيات الأجنبية من الأراضي السورية دون تأخير، معتبرًا أن هذه الخطوة حاسمة لاستعادة السيادة الوطنية ووقف التدخّلات الخارجية التي أدّت إلى تفاقم الأزمات الأمنية والسياسية. وأوضح أن بقاء تلك القوات يُعيق أي مسار حقيقي للمصالحة الداخلية.
من جهة أخرى، شدّد العضم على أهمية تشكيل جيش وطني موحد، قائم على عقيدة دفاعية خالصة، بعيدًا عن الانقسامات أو التأثيرات الخارجية، ليكون ركيزةً لحماية الأمن الداخلي وصون الاستقرار. وأكّد أن توحيد المؤسسة العسكرية سيمنع تحوّلها إلى أدوات بيد أطراف خارجية، كما حدث في السنوات الماضية.
ولفت المحلل السياسي إلى أن هذه الإجراءات، وإن بدت طموحة، إلا أنها ضرورية لتحقيق نقلة نوعية تُنهي حالة التشرذم، وتُعيد توجيه الجهود نحو إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية، بعد أن أنهك الصراعُ مقوّمات الدولة وشكّل عبئًا على الشعب السوري.