تعيين قيادي سابق في"التنظيم" مسؤولًا عن منبج يثير غضب الأهالي

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

في خطوة أ ثارت موجة من الاستياء الشعبي والغضب الواسع، تم تعيين المدعو هاشم الشيخ، الملقب بـأبو جابر، مسؤولًا عن مدينة منبج، رغم تاريخه الحافل بالارتباط بتنظيم "الدولة" والانخراط في صفوف الفصائل المدعومة تركيا.


وبحسب مصادر ميدانية خاصة، فإن الشيخ، المنحدر من مدينة مسكنة في ريف حلب الشرقي، كان يُعرف خلال فترة سيطرة تنظيم داعش في المنطقة باسم "أبو جلابوب"، وكان يتولى مسؤولية إدارة السجون سيئة السمعة في مسكنة، حيث سُجلت انتهاكات صارخة بحق المعتقلين من مختلف الفئات.


ومع تقدم قوات النظام السوري السابق نحو المنطقة، فر أبو جابر إلى جرابلس، حيث انخرط مع الفصائل الموالية لتركيا، ليصبح أحد عناصر ما يُعرف بـ"مرتزقة الاحتلال التركي"، وفقاً لمصادر محلية ومعارضين من أبناء المنطقة. لاحقًا، طاردته عدة جهات، بما فيها حكومة "هيئة تحرير الشام" التابعة لأبو محمد الجولاني، بتهم تتعلق بالارتباط "بالتنظيم" والانخراط في صفقات مشبوهة مع أجهزة تركية.


ورغم هذا السجل المظلم، تفاجأ أهالي منبج، المدينة التي قدّمت فيصل أبو ليلى رمز المقاومة ضد داعش، بتعيين الشيخ مسؤولًا عنها، في خطوة اعتبرها البعض "إهانة لدماء الشهداء، وتجسيدًا لسوريا الجديدة التي تصنعها التفاهمات الإقليمية على حساب تضحيات شعبها".


ما يحدث اليوم ليس مجرد تعيين فرد، بل يكشف نمطا ممنهجا تتبعه "الحكومات" المسيطرة بمختلف تسمياتها، حيث يجري إعادة تدوير الإرهابيين وأصحاب السوابق ليصبحوا "مسؤولين إداريين"، في الوقت الذي يُقصى فيه أصحاب الكفاءة والنزاهة.

فمن داعش إلى تركيا، ومن السجون إلى المكاتب، تتغير الأسماء والرايات، لكن الجوهر يبقى واحدا: حكومة لا تعترف إلا بلغة القوة، ولا تمنح المناصب إلا للقتلة، في سوريا جديدة تُبنى على أنقاض العدالة والأخلاق.