عملية خفية في سماء حمص
تصفية معارضة داخل هيئة تحرير الشام بتواطؤ الجولاني

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -متابعة 

في تطوراتٍ مُلفتةٍ تشهدها المناطق الخاضعة لحكم الشرع وهيئته، كشفت مصادر أمنية عن تنفيذ عملية إنزال جوي إسرائيلي مُعقدة في وادي الربايح بريف حمص الشرقي، بالتزامن مع تصفية عناصر من الصفوف الثانية والثالثة داخل الهيئة، ممن عارضوا توجهات أبو محمد الجولاني، زعيم "الحكومة السورية المؤقتة"، نحو التطبيع الأمني مع إسرائيل.  


ووفقاً لتفاصيل العملية، التي نُفذت بتنسيقٍ بين وحدات إسرائيلية خاصة وعناصر من الموساد، فإن الهدف لم يكن تقليدياً كعمليات الاغتيال السابقة، بل اتخذ طابعاً سياسياً صريحاً لإنهاء الخلافات الداخلية داخل الهيئة. وأشارت المعلومات إلى أن الجولاني منح موافقته المباشرة على العملية، في إطار تفاهمات أمنية سرية مع الجانب الإسرائيلي، ما يؤشر لتحولات عميقة في تحالفات الفصائل السورية.  

تنسيق إقليمي و"ممرات جوية آمنة

لم تكن العملية منفصلة عن السياق الإقليمي، حيث سبقتها اجتماعات سرية رفيعة المستوى في أبوظبي وباكو، جمعت مسؤولين سوريين وإسرائيليين تحت مظلة تركية، وفقاً لمصادر مُطّلعة.

 كما أتاحت القوات السورية، بشكلٍ غير مسبوق، تسهيلات ميدانية شملت فتح ممرات جوية آمنة للطائرات الإسرائيلية، وتقديم بيانات استخباراتية دقيقة عن الأهداف، في حين ظلت أنظمة الدفاع الجوي السوري صامتة.  


تضليل إعلامي وتغطية مُخططة


في توقيتٍ متزامن مع العملية، بثّت قناة الجزيرة تصريحاً لقائد قوى الأمن الداخلي في القصير حول "إحباط عملية تهريب أسلحة لحزب الله"، في إشارة إلى محاولة لتحويل أنظار الرأي العام عن الأحداث الجارية في ريف حمص. إلا أن المصادر أكدت أن الهدف الحقيقي كان تصفية التيار الرافض داخل الهيئة، والذي يُعتبر عقبة أمام المزيد من الانفتاح الأمني مع إسرائيل.  


تداعيات العملية: شرعية مُهددة وتحالفات جديدة  


تُثير هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل هيئة تحرير الشام، ومدى قبول القواعد الداخلية بسياسات الجولاني، خاصةً مع تصاعد الاتهامات له بـ"الخيانة" من قبل فصائل معارضة. كما تُسلط الضوء على تعقيدات المشهد الإقليمي، حيث تتداخل المصالح التركية والإسرائيلية مع ترتيبات أمنية سورية غامضة، قد تُعيد رسم خريطة التحالفات في شمال غرب سوريا خلال الفترة المقبلة.