نبض سوريا - متابعة
رأى الباحث السياسي الدكتور محمد حبش أن النموذج الإسباني في إدارة الخلاف داخل البرلمان يعد مثالاً يحتذى به، حيث يستوعب برلمان مدريد أحزاباً تطالب بالانفصال دون اتهامات بالخيانة أو القمع.
جاء ذلك خلال حديثه عن حوار مع البروفيسور الإسباني ألبرتو بيرالتا، المحاضر في كلية إدارة الأعمال بجامعة أبو ظبي، والذي أكد له أن البرلمان الإسباني هو المكان الطبيعي لسماع "الصوت الآخر"، حيث تضم قبة البرلمان أحزاباً تمثل مناطق مثل كاتالونيا وإقليم الباسك وتطالب بالحكم الذاتي أو الفيدرالية أو حتى الاستقلال الكامل.
وأوضح حبش أن هذه الأحزاب تمتلك عشرات المقاعد بين النواب والسناتورين، وتمارس عملها السياسي بشكل قانوني كامل، وتخوض نقاشاتها وحواراتها مع الأحزاب الأخرى داخل أروقة البرلمان، للوصول إلى صيغ توافقية تحظى بأغلبية مقنعة.
وكشف حبش في هذا الصدد أن البرلمان الذي يبدأ بإعلان: "لا مكان في البرلمان لمن خدم في النظام البائد ولا لمن زيف الوعي ولا لمن صمت عن المظالم ولا من يطالب بإدارة ذاتية ولا من طالب بالفيدرالية"، هو برلمان إقصائي لن يزيد سوريا إلا تقسيماً ووهناً.
وعلّق الباحث على إعلان تشكيل مجلس الشعب السوري الجديد بالقول: "حين يتسع البرلمان السوري في دمشق لكل هذه الأصوات، وينقل الحوارات إلى قبة البرلمان بدلاً من ساحات الاشتباك، فعندها فقط نكون قد مشينا في طريق الكرامة".