نبض سوريا - متابعة
في ظل أجواء مشحونة سياسيا واجتماعيا، استقبل رئيس الحكومة الانتقالية السورية، أحمد الشرع، وفدا ينتسب إلى الطائفة العلوية، وسط انتقادات حادة ورفض شعبي واسع لهذه الخطوة، وقد وُصِف الوفد من قبل ابناء الساحل السوري بأنه "لا يمثل سوى نفسه"، ومكون من أعضاء سابقين في حزب البعث ومقربين من الأفرع الأمنية التابعة للنظام السابق، إضافة إلى شخصيات اتُهمت بالتطبيل سابقا للرئيس السابق بشار الأسد.
هذا اللقاء يأتي في وقت تشهد فيه الساحة العلوية تحركات شعبية واسعة، تجسدت في الإضراب الذي دعا إليه الشيخ غزال غزال، والذي لاقى إجماعاً كبيراً من أبناء الطائفة.
ويرى مراقبون أن زيارة الوفد تهدف إلى "تشكيل مرجعية موازية" و"تقويض الوحدة الوطنية" عبر استغلال أسماء لا تمثل الإرادة العامة للعلويين.
من جهته، علق الصحفي هيثم حسن على الحدث، مستنكراً ما وصفه بالعودة إلى "الزواريب الضيقة" بدل تبني مشروع وطني شامل.
وأكد أن مثل هذه اللقاءات لن تحل الأزمة ، بل ستزيدها انقساما، مشيرًا إلى أنها تذكير بسياسة "الوفود" التي انتهجها النظام السابق عام 2011، عندما استضاف وفوداً من الغوطة ودرعا وحلب وغيرها في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي عبر "البرطيل والتوجيب"، بدلاً معالجة الجذور السياسية للأزمة.
وأضاف حسن، أنه "بدون الاعتراف بعمق الأزمة السياسية والحاجة إلى حل يطمئن جميع السوريين، ستتحول هذه اللقاءات إلى نكتة سخيفة، خاصة مع إمكانية عودة طبول الحرب".
وتساءل عن سبب "خوف المسؤول العربي من الديمقراطية"، مؤكدًا أن المسؤول الذي يتشبث بالكرسي على حساب الديمقراطية يفقد شرفه وكرامته، كما حدث لحكام تمسكوا بالسلطة لعقود.
وختم حديثه بدعوة السلطات إلى تشكيل "لجنة وطنية منتخبة" لصياغة دستور جديد يقوم على مفهوم المواطنة وليس الطائفة، محذراً من تكرار "حيل النظام السابق التي باءت جميعها بالفشل".