دم العلويين يُستباح... والمجلس الإسلامي الأعلى يتّهم "الجولاني" بتنفيذ مخطط ممنهج

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

اتهم المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، سلطة الأمر الواقع في إدلب، بقيادة أبو محمد الجولاني، بالتواطؤ في سلسلة الجرائم التي تستهدف أبناء الطائفة العلوية في مناطق مختلفة من البلاد، محذرًا من أنّ استمرار هذا المسار قد يقود إلى حربٍ أهلية مدمّرة.


وقال المجلس في بيان صدر عن مكتب التنسيق والعلاقات العامة، إن "مرور أكثر من أسبوعين على اختطاف الطفل محمد قيس حيدر من أمام مدرسته في وضح النهار دون أي موقف أو تحرك من سلطة الجولاني، يعكس صمتا مريباً يتجاوز حدود التقصير إلى مستوى التواطؤ والشراكة في الجريمة".


وأشار البيان إلى أنّ "الدم السوري العلوي بات مستباحًا على مرأى ومسمع العالم، في ظلّ تصاعد حوادث الاختطاف والقتل والاغتيالات المنظمة التي تستهدف أبناء الطائفة، من حادثة اختطاف سمر داوو إسماعيل التي وُجدت لاحقًا بعد تعذيب وحشي، إلى الاغتيالات المتكررة في محافظة حمص التي أودت بحياة عدد من المدنيين بينهم ناصر محمد العيسى، وزوجان هما إبراهيم العلي وسعاد ونوس، إضافة إلى إبراهيم عقول، وعلي عيد وزوجته إلهام شريف محمد".


كما وثّق المجلس مقتل الشاب علاء إبراهيم، وهو سائق أجرة وأب لثلاثة أطفال، عُثر على جثته في حي القرابيص بحمص، إضافة إلى استهداف الطفلتين القاصرتين حنين وغزل رسلان في حي عكرمة، حيث توفيت غزل بعد إصابتها بينما لا تزال شقيقتها في العناية المشددة.


 وشهدت المدينة أيضًا مقتل المعلمة رهام نزار حمودة برصاص مجهولين في ضاحية الوليد، وإعدام الدكتور فؤاد دربولي، أستاذ هندسة الطاقة الكهربائية، على يد عناصر من فصائل الجولاني بعد إنزاله من الحافلة وإطلاق النار عليه.


وتوقف البيان عند مظاهرة شهدتها مدينة اللاذقية مؤخرا، رُفعت خلالها هتافات طائفية ضد العلويين، معتبرًا أن تلك الحوادث تكشف عن "مخطط ممنهج" يسعى إلى إرهاب وتهجير أبناء الطائفة واستهداف وجودهم الوطني والاجتماعي، مؤكدًا أن ما يجري لا يمكن اعتباره حوادث فردية أو عشوائية.


وحمل المجلس الإسلامي العلوي الأعلى سلطة الأمر الواقع، بقيادة الجولاني، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجرائم، معتبرا أن كل صمتٍ أو تبريرٍ أو تغطية سياسية أو إعلامية يمثل شراكة فاضحة في الجريمة.


وأكد المجلس في بيانه أنه سيواجه هذا المسار الإجرامي بكل الوسائل المشروعة دفاعاً عن أبناء الطائفة وصونا لكرامتهم ووجودهم، متعهداً بألّا تمر هذه الجرائم دون حساب أو رد، مضيفا أن التاريخ أثبت أنّ الأرض التي رُويت بدماء أبنائنا لن تُسلّم لأعدائنا مهما اشتد الإرهاب.


وفي ختام بيانه، وجّه المجلس نداءً إلى جميع القوى السورية في الداخل والخارج، داعيا إلى التوقف عن نهج التحريض والكراهية والخطف والقتل، محذرا من أنّ استمرار هذا السلوك سيقود البلاد إلى اقتتال شامل يقضي على ما تبقى من الوطن.


ورأى المجلس أنّ العيش المشترك بين السوريين من مختلف الطوائف والأديان لم يعد خياراً نظرياً بل ضرورة وطنية، مشددًا على أن الفيدرالية واللامركزية السياسية تمثلان الحل الواقعي لضمان وحدة البلاد وصون كرامة جميع مكوناتها، داعيا إلى صياغة عقد اجتماعي جديد يقوم على العدالة والمساواة ويكفل لكل مكوّن حقه في الأمن والكرامة والمشاركة.