نبض سوريا - متابعة
حذر الكاتب الصحفي السوري"عبدالله علي" من الخطورة التي تحملها المناهج الدراسية التابعة للحكومة المؤقتة في دمشق، مُعتبراً أنها تهدف إلى غرس بذور تقسيم الشعوب بين "مؤمنة" و"ضالة" في عقول الأطفال، بما يُشكل انتهاكاً صريحاً لاتفاقية حقوق الطفل التي تنص على احترام ثقافات الآخرين والتنوّع الديني.
جاء ذلك في مقال نشره الكاتب على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، تابعته وكالة "نبض سوريا"، حيث أشار إلى "مثالٍ صارخ من كتاب الاجتماعيات للصف السادس، الذي يُصنّف حضارة قرطاجة بأنها "وثنية" ويصف أهلها بأنهم "يعبدون الأصنام"، بينما يتجنّب الوصف نفسه عند الحديث عن الحضارة المصرية القديمة رغم تشابههما في تعدد الآلهة".
وأكّد الكاتب أن هذه "المفارقة الفاضحة" تمثّل "كيلاً بمكيالين" يتسلل إلى عقل الطفل على شكل "معلومة"، مُحذّراً من أن "توزيع الأحكام المجتزئة في المناهج الدراسية يُشكل "الشرارة الأولى للتكفير الناعم"، الذي يبدأ همساً في درس صغير ثم يتحول إلى فتوى معلنة مع مرور الوقت".
ولفت إلى "العواقب الوخيمة لهذه المنهجية، حيث أفاد أن الطفل الذي يواجه ازدواجية المعايير بين الحضارات يفقد ثقته بالمناهج الدراسية، مما قد يدفعه إما إلى تبني الرسالة السلبية كما هي والخروج من المدرسة ناقماً على الحضارات القديمة، أو إلى احتقار كل من يختلف عنه".
كما ربط الكاتب بين هذه المناهج وبين حوادث سرقة المتاحف وتكسير التماثيل التي شهدتها البلاد، واصفاً إياها بأنها ليست "حوادث معزولة"، بل "رأس جبل الجليد" الذي ينمو نتيجة تربية جيل كامل على فكرة أن كل ما هو قديم ومختلف "يستحق التحطيم لا الفهم".
واختتم مقاله بتساؤل استنكاري عن مصير احترام اتفاقية حقوق الطفل عندما تُختزل حضارة كبرى مثل قرطاجة في "عبادة الأصنام"، مؤكداً أن مثل هذه الدروس لا تفتح أمام الطفل باب المعرفة التاريخية، بل "باب الإدانة"، وهي – دون مبالغة – "أخطر ما يمكن أن يوضع بين يدي عقل صغير".