سوريا ... من يغلق أبواب الجحيم ؟

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  مقال

لعل اسوء ما تم حول الأزمة السورية منذ انطلاق الثورة عام ٢٠١١م هو اجتماع الدوحة الذي عُقد قبل سقوط نظام الأسد بيومين، ليس السوء بهروب الأسد بل في البديل الثوري المتطرف، 

الغريب في الأمر أن مجموعة دول اتفقت على احلال السلام في سورية بإسقاط الطاغية والديكتاتورية فأبدلتها بالرديكالية !! وكأن الجميع اتفق على الإنتقام من طائفة معينة أو فصيل شعبي ليرضي آخر ، كمن أعطى النار لإشعال أكوام القش 

السيناريو الذي اتفقت عليه الدول المعنية بسورية باجتماع الدوحة أعده سيناريست مولع بالقتل والإجرام والتمييز والعنصرية والإقصاء 

وهناك ثلاث احتمالات لمثل هذا السيناريو العنيف : إما اضطرت بعض الدول مرغمة، أو قبلت بالمحاصصة في القسمة، أو تمت مخالفة قرارات الاجتماع الذي ربما لم يكن بهذا الرسم المهول

وربما الاحتمال الثالث هو الأصح خصوصا بعد أن وجدت روسيا نفسها وحيدة معرضة للعودة الى الشمال البارد (بخفي حنين) وهذا لن يرضاه فلاديمير بوتين الذي كان موجودا وشريكا فاعلا على الأرض السورية منذ بداية الأحداث واشتعال الربيع العربي 

اليوم وبعد انتخاب دونالد ترامب ووصوله الى كرسي البيت الأبيض سوف يكون موقف بوتين أقوى برغم معارضة الإتحاد الأوربي وسوف تشهد المرحلة القريبة القادمة في سوريا تغيرا على مستوى رعاة القيادة مع محور جديد وهو محور السعودية روسيا الولايات المتحدة الأمريكية وطبعا مدعما بعدة دول مثل مصر والإمارات وبالتالي الإعداد للمرحلة القادمة قد تم بانتظار الأعلان عنه

الشعب السوري بكامل أطيافه ينتظر الفرج، معاناته الإقتصادية مرهونة باتفاق دولي ولسان حاله ينادي ويصرخ : من يغلق ابواب الجحيم؟