نبض سوريا - خاص
لم يكن اشد المؤيدين تشاؤما، ولا اكثر المعارضين تفاؤلا ، أن يتوقع النهاية التراجيدية للنظام المخلوع وبداية عصر جديد
أما وقد سقط النظام القديم سقوط الجدار المائل على المستندين عليه وهم من جميع مكونات الشعب السوري ، فإن نظام الإدارة الجديد باشر بارتكاب ماتركه القديم ورئيسه الهارب
خيبة أمل كبيرة احبطت الشارع السوري والذي تأمل الخير بعد السوء والوصل بعد الجفاء
حتى المعارضة السورية في الخارج ومجاميع الفنّانيين والمؤلفين والكتّاب بدأوا يراجعون مذكّرات الماضي القريب
تغيير"الحلاس"
نهض القائد الجديد للإدارة الجديدة فنهض الشعب، نزع قلنسوته وبدل عباءته فاضحى أحمد الشرع واخبئ ابو محمد الجولاني في جيبته فكانت الإشارة الى زمن متمدن جديد احتشدت لأجله وفود في القصر الرئاسي.
ماإن أطبق الشعب السوري شفاهه من الفرح حتى تلقى الصدمة الأولى باكرا التي بدأت بتسريح الجيش كاملا تلك المؤسسة المتنوعة التي تضم كل الطوائف والأديان ويغور بها ب مئات الآلاف الذين جلسوا ينتظرون تقرير مصيرهم بالسجون كمعتقلين أو مُسرحين بلا هوية .
امتد التسريح التعسفي والاقصاء اللامشروط وغير الواقعي ليشمل جميع القطاعات
من أعلاها الى ادناها حتى شمل إغلاق وحدات إدارية ومستوصفات تهدف لتسيير أمور المواطنين بلا تكلفة تعجيزية .
ولكن يقول المثل اذاكان كبير القوم بالطبل قارعٌ.. فما على الصغير الا الرقص ..
دولة بلا قاضي ولا قضاة بلا جيش ولا قادة ..
وهنا ينطبق المثل على أن الخراب الأكبر قد ضرب المؤسسة العسكرية والتي هي رمز اي دولة لتلحقها القضاء التي تقوم عليها دول
ما إن تحاول السياسية الخارجية تكحيل عيون إدارتها حتى تأتي السياسة الداخلية لتعميها وتعمم ظلامها على
قطاع التعليم واصدار القرارات تجحف حقوق الأقليات وتمسح جهود بينت على سنين طوال .
انتهاكات إنسانية
لم تجف دماء من اسقطهم بشار الفار في سبيل كرسيه حتى انتهجت الهيئة نهجه اظهرت افعال الهيئة عن البعد الطائفي والعرقي بحجة بسط الأمن و مطاردة فلول النظام فبدأت تصول وتجول في مناطق الطائفة العلوية، وترتكب مجازر بغية التهجير والتغيير الديمغرافي الأمر الذي لم يتبعه النظام المخلوع في اسوء حالاته
سورية ليست إمارة
ربما ظن القادمين من بلدة جميلة في طرف سورية الشمالية الغربية اسمها (إدلب) ، أن قيادة مدينة تمكنهم من قيادة دولة فعاثوا بللبلاد الفوضى من اصدار قرارات الى الغاء معاهدات وهم ليسوا بحكومة حقيقة وإنما تسيير أعمال ف بأي حق يغيروا مسار دولة وهي التي تبنى على المؤسسات لها
في الخلاصة : الكرة في ملعب الشرع ، إما الإيفاء بالوعود وإما سوف يتعرف السوريون الى جيوش أخرى غير المتآلف عليها كالأمريكي والإسرائيلي والتركي ، وقد يكون هناك قوات فرنسية وسعودية وبريطانية وروسية جديدة في كل مدينة وريف، فهل يتفهم القادمون الجدد العالم الجديد ويخلعون عباءات التطرف والعنصرية والإقصاء ؟ وهل يفهموا أن العالم القديم قد مضى وأن الجديد هو عصر التقلبات والإنقلابات السريعة؟
فإذا أراد قائد الإدارة الجديدة قيادة الدولة وتطبيق المساواة فعليه أولا أن (يكسر سيف الشرع المسلط) ويشرع ببناء الدولة المدنية الحديثة ومؤسساتها
منار سكيف