تتريك الاقتصاد السوري

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  قسم الدراسات 


للإقتصاد ثوابت و أركان و سياسات و خطط تسمى بمجملها (الهوية الاقتصادية)

و ترتبط هذه الهوية بأسم البلد الذي يوجد فيه هذا الاقتصاد كأن نقول الاقتصاد الأمريكي و الاقتصاد الإماراتي و الاقتصاد الصيني.

خلال النظام السابق في سوريا كان لدينا انتشار كبير للفساد و الترهل الإداري و لكن رغم كل ذلك كان أسمه الاقتصاد السوري.. لأن عملته هي الليرة السورية و مصرفه المركزي اسمه المصرف المركزي السوري و جماركه الجمارك السورية رغم فسادها

و على الرغم من الدمار الكبير الذي اصاب معامله و مزارعه.. فقد كانت معظم سلعه... سورية

مع استلام الإدارة الجديدة مقاليد السلطة في سورية بقرار إقليمي، تنفس السوريون الصعداء بأن انفراجا معيشيا كبيرا سيحدث و بأن السلطة الجديدة سوف تعلن عن الهوية الاقتصادية السورية.... 


و إذ.... 

السماح بتداول الليرة التركية في الأسواق مباشرة دون تصريف في مكاتب الصرافة في سابقة لم تحدث إلا في بلدان كانت تحت الاحتلال.. 


السماح بدخول البضائع التركية ذات النخب العاشر دون حسيب أو رقيب أو شروط صحية أو رقابية أو دفع رسوم الجمركية.. فبدا الأطفال يشترون البسكويت المجهول الطهم و المكونات و الصلاحية لأنه رخيص.. و ستظهر نتائج ذلك لاحقا 


بدا الخبراء الاتراك يتجولون في جميع المرافق السورية.. المطارات و الموانى و السكك الحديد و الطرق و المعامل... و يتصرفون بهذه المرافق كأنها ملك الحكومة التركية.... سوف نعدل هنا و نغير هنا و نسيطر على كذا و كذا 


و جاء الأخطر بمسارين 

الأول و هو النية بطباعة عملة سورية جديدة في تركيا.. و بالتالي تحكم تركيا بالعملة الوطنية

و الثاني الأشد خطورة هو اعلان تركيا بأنها سوف تبدأ بترسيم الحدود البحرية في (سلبطة) واضحة على الثروة الباطنية السورية و التي لم يبق لدينا سواه و المقصود النفط و الغاز في البحر المتوسط بعدما سرق النظام الفاسد و الاحتلال الأمريكي و من يتعاون معه الثروات في الشرق.. ليأتي ترسيم الحدود البحرية خارج الصلاحيات القانونية لحكومة مؤقتة خاضعة للقرار التركي بالمطلق... 


بينما تعاني تركيا من تضخم كبير في  ليرتها و هو من الأعلى في العالم فإن تتريك الاقتصاد السوري سوف يطلق رصاصة الرحمة على الليرة السورية و الاقتصاد السوري