نبض سوريا - متابعة
أحدثت قاضية لبنانية ضجة إيجابية بعد إصدارها حكماً مبتكراً على ثلاثة شبان مسلمين اتُهموا بالإساءة إلى السيدة مريم العذراء. فبدلاً من توجيه عقوبة السجن بتهمة ازدراء الأديان، اختارت القاضية جوسلين متى، قاضية التحقيق في طرابلس، أن تلزمهم بحفظ آيات من سورة "آل عمران" التي تمجّد العذراء وابنها السيد المسيح، وذلك في سابقة قضائية نادرة.
نال الحكم استحساناً واسعاً، بدءاً من رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي هنّأ القاضية عبر تغريدة على "تويتر"، مروراً برئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي الذي أشاد بالقرار في منشور على "فيسبوك"، ووصولاً إلى وزير الدولة لمكافحة الفساد نقولا تويني الذي وصف الحكم بـ"التأسيسي" الذي يفتح آفاقاً جديدة للتعامل مع قضايا التعصب الديني.
وتركز الحكم على آيات محددة من سورة "آل عمران"، ركّزت على مكانة مريم وابنها عيسى عليهما السلام، والتي تؤكد على التسامح واحترام الرموز الدينية المشتركة بين الإسلام والمسيحية.
وعلّقت القاضية جوسلين متى، المنحدرة من بلدة عمشيت شمال لبنان، على قرارها بقولها: *"القانون مدرسة وليس سجناً فقط"*، مشيرة إلى أن الهدف من الحكم هو تعليم الشباب قيم التسامح التي ينادي بها الدين الإسلامي.
ولم تُطلق سراح المتهمين إلا بعد تأكدها من حفظهم الآيات عن ظهر قلب، مما حوّل العقوبة إلى فرصة للتعلم بدلاً من الانتقام.
يُذكر أن سورة "آل عمران"، وهي رابع أطول سورة في القرآن، تُعدّ من السور التي تُبرز الحوار بين الأديان، وتؤكد على تقدير الإسلام لشخصية المسيح وأمه، ما يجعل هذا الحكم رسالةً رمزيةً قوية في بلد متعدد الطوائف مثل لبنان.
