نبض سوريا - متابعة
كشف تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز عن مشاهد صادمة في مدينة بانياس السورية، التي تحولت في مارس الماضي إلى ساحة لمجزرة مروّعة، عقب اجتياحها من قبل آلاف المسلحين، في أعنف موجة عنف طائتي تشهدها البلاد منذ إسقاط نظام الأسد في ديسمبر 2024.
وأكّد التقرير أن المدينة شهدت عمليات قتل منظمة راح ضحيتها أكثر من ألف وستمائة مدني، غالبيتهم من الطائفة العلوية، خلال ثلاثة أيام فقط، فيما وصفه السكان بأنه "انتقام طائفي مُمنهج".
وأوضح أن المسلحين انتقلوا بين المنازل، مُنفذين إعدامات ميدانية بحق المدنيين، مع إحراق المتاجر والمنازل، ما حوّل المدينة إلى ساحة أشبه بمنطقة حرب.
وبيّن التقرير أن بانياس تعيش اليوم واقعاً كارثياً، حيث فرّ عشرات الآلاف من سكانها، بينما لا تزال الجثث متناثرة في الشوارع، فيما تحوّل أحد متاجر الأثاث إلى مشرحة مؤقتة.
ونقل التقرير شهادات لسكان نجوا من الموت، مثل السيدة "صبا" و"جيهان"، اللتين روَتا كيف أُعدم أفراد من عائلاتهم بدم بارد أمام أعينهم.
من جهة أخرى، أشار التقرير إلى انهيار الأمن بشكل كامل، مع مشاركة جماعات مسلحة متطرفة في عمليات القتل، وتورّط عناصر من قوات الأمن التابعة للحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع في بعض الجرائم، رغم وعودها بحماية المدنيين.
كما لفت إلى تقارير عن وجود كمائن نفذتها قوات موالية للأسد، مما فجّر موجة انتقامية ضد المدنيين العلويين.
وفي ختامه، خلص التقرير إلى أن بانياس أصبحت رمزاً للفوضى والانتقام الطائفي في مرحلة ما بعد الحرب، في ظل غياب دولة قادرة على فرض الأمن أو محاسبة الجناة، بينما لا يزال الناجون يعيشون رعباً مستمراً، إما في الغابات أو داخل قاعدة روسية مهجورة.
المصدر: صحيفة نيويورك تايمز – 21 نيسان 2025.