جيروزاليم بوست: "التفكيك الطائفي لسوريا ولبنان هو الحل الوحيد نحو السلام"!!

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة 

أفادت جيروزاليم بوست الإسرائيلية، وكأنها الآمر الناهي في شؤون الشرق الأوسط، أن محاولة بناء حكومات جديدة ضمن الإطار الوطني التقليدي في لبنان وسوريا "لا يمكن أن تُفضي إلى استقرار حقيقي" وأن النموذج القائم على دولة مركزية موحدة "قد فشل".


الصحيفة، التي يبدو أنها استيقظت ذات صباح بشغف مُلهم للتخطيط الإقليمي، دعت إلى ما تسميه "التقسيم"، وهو بالمناسبة ليس اقتراحاً جديداً، بل جزء أصيل من ألبوم السياسات الإسرائيلية القديمة الجديدة لتعزيز نفوذها، وتوفير الذرائع الأنيقة – ولو بغلاف حقوقي – لاحتلال المزيد من الأراضي.


وتحججت بالحرب الأهلية اللبنانية و بالنزاع السوري لتقدم ما تسميه "رؤية بديلة"، ألا وهي "السيادة المجزأة" الرؤية التي تطلّ علينا دائماً بوجه إنساني حنون وابتسامة دبلوماسية، لا تلبث أن تكشف عن أنياب طائفية وجغرافية، تحت شعار جذّاب مفاده: "الحدود الواضحة تصنع جيراناً أفضل".


وما بين سردية "تقليص خطر الصراع الطائفي" وادعاءات الواقعية السياسية، تحاول الصحيفة تسويق فكرة أن تفكيك لبنان وسوريا إلى كيانات طائفية مستقلة هو الحل المنطقي والطبيعي، وكأن كل ما يلزم للخروج من الفوضى هو مزيد من التفتيت، لأن طبعاً، ما الذي قد يكون أكثر استقراراً من فسيفساء من الدويلات المتناحرة؟


هل هذه هي "وصفة السلام" بنظركم؟ دولة لكل طائفة، وعَلَم لكل زقاق، وحكومة لكل حارة... والمهم أن تبقى إسرائيل الوحيدة التي تجمع ولا تفرّق.