نبض سوريا - متابعة
أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى أن الحكومة السورية الجديدة سارعت إلى تقديم استجابة شكلية لخمسة من أصل ثمانية مطالب أمريكية، وسط أجواء يطغى عليها الكثير من الغموض والريبة. فبينما يبدو أن دمشق تبدي مرونة أمام الضغوط الدولية، إلا أن مؤشرات متعددة تثير الشكوك حول نواياها الحقيقية، خاصة بعد تصريحات الرئيس الانتقالي الجديد التي وصف فيها ملف المقاتلين الأجانب بأنه "قابل للنقاش"، في لهجة بدت لكثير من المراقبين وكأنها محاولة لترك الباب مفتوحاً أمام صفقات خلف الكواليس مع الفصائل المصنفة أمريكياً كـ"إرهابية".
في المقابل، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إدارة ترامب تراقب عن كثب تحركات الحكومة الجديدة، ولا تستبعد خيار إعادة فرض العقوبات المشددة التي سبق أن فرضتها إدارة بايدن، إذا ما تبين أن دمشق تحاول المراوغة أو احتواء الضغوط دون تقديم تنازلات فعلية. وفي هذا السياق، تبدو خطوات الحكومة الجديدة وكأنها مسعى لكسب الوقت أكثر منها نية حقيقية لإحداث تغييرات جوهرية.
المشهد الحالي يكشف بوضوح أن الثقة الدولية بالحكومة السورية الجديدة لا تزال ضعيفة، إن لم تكن معدومة. فالرغبة الأمريكية في اختبار النوايا عبر شروط واضحة تقابلها في دمشق محاولات مستمرة لإعادة تدوير الخطاب السياسي دون الاضطرار إلى تقديم التزامات حقيقية.