نبض سوريا - متابعة
تناولت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية الوضع في سوريا في ظل التطورات الخطيرة الأخيرة، حيث بلغ عدد قتلى المواجهات بين المقاتلين الدروز والمجموعات المسلحة وعناصر وزارة الدفاع والأمن العام، نحو 70 شخصاً من الأطراف كافة.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنّ "الجهاديين" الأجانب ساعدوا هيئة تحرير الشام في الاستيلاء على السلطة، لكنهم أصبحوا الآن مشكلة، إذ تريد الولايات المتحدة والعديد من السوريين التخلص من المقاتلين الأجانب ذوي التوجهات الأيديولوجية، فيما الحكومة السورية الجديدة ممزقة.
ورأت الصحيفة أن على قادة سوريا الجدد أن يجدوا حلا لآلاف المقاتلين الأجانب في صفوفهم، والذين تورطوا في موجة جرائم قتل عرقية (طائفية) شهدتها البلاد مؤخراً.
وبحسب الصحيفة قدم ما يصل إلى 10 آلاف مقاتل من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا الوسطى دعماً حاسماً خلال إطاحة نظام الأسد السابق، وهم يدعمون الحكومة الناشئة، وفق "وول ستريت جورنال"، لكن تفسيراتهم المتشددة لــ"الإسلام السني" تجعلهم عبئاً على حكام سوريا الجدد، الذين يريدون النأي بأنفسهم عن ماضيهم الإسلامي المتشدد والسعي إلى "حكومة شاملة".
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الولايات المتحدة، التي فرضت مطالب صارمة على الحكومة السورية في الأسابيع الأخيرة، تريد ضمانات بعدم بقاء المقاتلين الأجانب موضع ترحيب في الدولة الجديدة.
ونقلت الصحيفة عن تيم ليندركينغ، المسؤول الكبير في شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأميركية، قوله في 24 نيسان إن على السلطات المؤقتة ضمان عدم وجود أي دور للمقاتلين الإرهابيين الأجانب في الحكومة السورية أو الجيش السوري".
لكن وبعد استيلاء المسلحين على العاصمة السورية دمشق في كانون الأول 2024، عين الحكام الجدد أجانب في مناصب عسكرية عليا، من بينهم رجال من الأردن ومصر وتركيا. وأعلن أحمد الشرع، زعيم "هيئة تحرير الشام" التي سيطرت على سوريا، أنّ "المقاتلين الأجانب الذين يدعمون الثورة سيكافأون وربما يُمنحون الجنسية".
كما نقلت الصحيفة الأميركية عن برودريك ماكدونالد، المشارك في المركز الدولي لدراسة التطرّف قوله "إنّ لديهم خبرة في القتال في دول مختلفة، واستخدام الأسلحة الثقيلة، وإنتاج الدعاية، ولديهم شبكات عالمية لتجنيد المقاتلين وجمع التمويل".
ورأت الصحيفة الأميركية أنه حتى السوريون الذين ينتقدون المقاتلين الأجانب، يقرون بصعوبة تطهير البلاد منهم، مشيرة إلى أنه وبينما قد ينجرف بعض المقاتلين للمشاركة في صراعات دينية في أماكن مثل أفريقيا، هناك خطر من أن ينقلب آخرون على قادة سوريا إذا تخلّت الحكومة عن مثلهم الإسلامية أو دفعتهم للعودة إلى بلدان قد يتعرضون فيها للقمع.