نبض سوريا - متابعة
أكدت صحيفة الغارديان البريطانية أنه في ضوء التطورات الأخيرة في مناطق صحنايا وجرمانا، يتضح أن التصعيد لم يكن مجرد حادث عرضي، بل نتيجة لتخطيط ممنهج من قبل قوات الشرع بالتعاون مع فصائل متطرفة
وفقًا لتقارير أكدتها الصحيفة ، فإن التسجيل الصوتي المفبرك المنسوب للشيخ مروان كيوان، والذي يزعم أنه أساء للنبي محمد، كان ذريعة لتأجيج الصراع الطائفي.
ورغم نفي كيوان للتسجيل واعتباره مفبركا اندلعت اشتباكات عنيفة في مناطق الدروز، مما يشير إلى أن الحكومة السورية قد استغلت هذا التسجيل كحجة لاستهدافهم.
وتشير تقارير AP News إلى أن القوات الحكومية منعت وصول تعزيزات درزية إلى مناطق الاشتباك، مما يعزز الاعتقاد بأن الحكومة تسعى لإضعاف الدروز وإخضاعهم بالقوة.
وبحسب التقرير شهدت محافظة السويداء تصعيدا خطيرا تمثل في هجمات شرسة شنتها قوات الأمن العام والميليشيات المرتبطة بالحكومة، أسفرت عن ارتقاء أكثر من ٤٠ شهيدًا من الثوار الدروز، بينهم مدنيون ومشايخ.
رافقت هذه الهجمات حملات مداهمة منظمة للمنازل في مناطق صحنايا وأشرفية صحنايا، واعتقالات تعسفية شملت رجال دين وأهالي، إضافة إلى عمليات نهب وسرقة ممنهجة للممتلكات.
وفي تطور خطير، أقدم الأمن العام على اغتيال رئيس بلدية صحنايا حسام ورور وابنه، بعد أن لعب دورًا في تهدئة الأوضاع وإتمام مصالحة محلية قبيل يوم من مقتله، ما يكشف غدر الحكومة السورية .
وأعلنت إسرائيل عن تنفيذ غارات جوية على مواقع في صحنايا، مستهدفة مجموعات “متطرفة” كانت تستعد لمهاجمة الدروز. رغم ذلك، يرى محللون أن هذا التدخل كان محدودا وغير كاف لحماية الدروز بشكل فعّال.
وفقًا لتقرير Foreign Policy، فإن إسرائيل قد تكون تسعى لاستغلال الوضع لتعزيز نفوذها في الجنوب السوري، وليس بالضرورة لحماية الدروز.
وتحذر الصحيفة من تصعيد محتمل إذا لم تعالج الأسباب الجذرية للتوتر، قد تنتقل الاشتباكات إلى مناطق أخرى في الجنوب السوري وقد نشهد مزيدا من التدخلات الإسرائيلية، وربما تحركات دولية تحت غطاء “حماية الأقليات”.
ولحسب الصحيفة فإن هذه الأحداث تظهر مدى هشاشة الوضع السوري بعد سنوات من الحرب، وتبرز التحديات التي تواجه الأقليات، في ظل غياب الدولة المركزية.