نبض سوريا -متابعة
أكد الكاتب والمحلل السياسي محمد هويدي أن المشهد السوري يخلو من أي أصوات انفصالية حقيقية، مشيرًا إلى أن جميع المكونات السورية، بدءًا من قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي، مرورًا بالدروز في الجنوب، ووصولًا إلى أبناء الطائفة العلوية، تُعبّر عن التزامها بوحدة سوريا وتمسكها بمشروع وطني جامع يلمّ شمل السوريين في دولة واحدة.
وأوضح هويدي في منشور له على "الفيسبوك" وتابعتها وكالة"نبض سوريا"،أن "التحدي الرئيسي الذي يعترض تحقيق هذا المشروع لا يكمن في رغبة المكونات أو القوى الوطنية، بل في إخفاق الإدارة الانتقالية في الخروج من منطق الفصائلية الضيق، واستمرارها في فرض نموذج حكومي أحادي يستبعد الأطراف الفاعلة على الأرض".
كما حذّر من تدهور الأوضاع الأمنية وانتشار الخطابات الطائفية والتحريضية، ما يزيد من تفكك النسيج الاجتماعي ويُعمق أزمة الثقة بين مكونات الشعب.
وبين الكاتب أن "تصاعد هذه التحديات دفع قوى وطنية متنوعة للمطالبة بإصلاحات سياسية وإدارية جذرية، تكون مدخلًا لبناء مشروع شامل يُحقّق العدالة ويضمن مشاركة حقيقية في صناعة القرار".
وأكد أن "الوقت يحمل ضغوطًا متزايدة على الحكومة الانتقالية، التي لم تنجح حتى الآن في صياغة رؤية توافقية تعكس تطلعات السوريين، أو تجمعهم تحت مظلة مؤسساتية قادرة على تجاوز الانقسامات".
وختم هويدي بالتشديد على أن "مسؤولية تعثّر المشروع الوطني تقع بالدرجة الأولى على عاتق الإدارة الحالية، التي لم تُظهر جدية في تبني حوار شامل أو تفعيل آليات تضمن تمثيلًا عادلًا لكل المكونات، مما يهدد بانزياح الثقة واتساع رقعة الأزمات".