صفقة رفع العقوبات تُطوي سوريا
محامٍ سوري يحذّر من 'مقايضة مصيرية' تحوّل البلاد إلى كيانات هشّة

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

 أكد المحامي السوري مجد السباعي، أن الإعلان الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توقيع اتفاقية سلام بين سورية وإسرائيل، يتضمن "تنازلات خطيرة" تُهدد كيان الدولة السورية ومقدساتها.

 وقال السباعي في منشور مطوّل على صفحته بموقع فيسبوك تابعته وكالة"نبض سوريا"، إن "الاتفاق المُزمع يجسّد "نهاية وطن عمره آلاف السنين"، مُحذراً من تداعيات تدمير الهوية السورية وتفتيتها لصالح مشاريع خارجية".  


وأوضح السباعي أن الإعلان الأمريكي ينص  على بيع هضبة الجولان بشكلٍ رسمي لإسرائيل، ونسيان القدس والأقصى، مع منح إسرائيل سيطرة أمنية على الجنوب السوري، وفرض شروطٍ تحاكي اتفاقية "سيناء المنزوعة السلاح".

 وبين أن دمشق ستتحول إلى "سلطة شكلية" في مناطق الجنوب، التي ستخضع لإدارة ذاتية مرتبطة اقتصادياً بإسرائيل، مع تقييد تحركات الجيش السوري.  


من جهة أخرى، أشار المحامي السوري إلى أن الاتفاق يتزامن مع تسليم حزب العمال الكردستاني في تركيا لسلاحه، ما يعني -برأيه- تصدير "المشكلة الكردية" إلى سورية عبر قوات "قسد"، التي ستُمنح صلاحيات إدارية واسعة في الشرق السوري.

 كما حذَّر من تنازلاتٍ تُمنح لتركيا في حلب والشمال السوري، مع تحويل الساحل السوري إلى "منطقة نفوذ دولية" تُدار بموجب صيغةٍ أمنيةٍ هشة.  


ولفت السباعي إلى أن الهدف الرئيسي من الاتفاق -وفق تحليله- هو "شرعنة التطبيع" مع إسرائيل عبر توقيع ممثلين عن التيارات الإسلامية السنية، مثل هيئة تحرير الشام (الجولاني)، ما يُجنب دولاً مثل السعودية وتركيا "عبء التنازل عن القدس". وأضاف أن واشنطن تسعى لاستخدام التيارات الجهادية في حربها ضد حزب الله وإيران، تمهيداً لإخراج موسكو وبكين من الصراع في المنطقة.  


وحذَّر المحامي السوري من أن ثمن رفع العقوبات عن دمشق يتمثل في "تفكيك سورية" وتقديم تنازلاتٍ جيوسياسيةٍ ودينيةٍ غير مسبوقة، تشمل الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية، وتهويد القدس، وتقسيم الثروات السورية بين شركاتٍ غربية. كما نبَّه إلى أن الأجيال القادمة ستدفع ثمن هذه "الصفقة" لعقود، معتبراً أن المشهد الراهن يُشكِّل لحظةً فاصلةً بين "نهاية التاريخ" أو بداية مقاومة جديدة.  


وفي ختام منشوره، دعا السباعي إلى قراءة تفاصيل الاتفاق بعمق، مُعتبراً أن الاحتفالات الحالية "ليست سوى ضجيجٍ يغطي على صوت الرصاص"، فيما يُنفذ ما وصفه بـ"صفقة القرن" التي تُمزق جسد سورية وتُنهي حقبة الصراع العربي-الصهيوني بأسلوبٍ يُذل المسلمين.