نبض سوريا - متابعة
أكد رئيس حركة البناء الوطني في سوريا، أنس الجودة، أن إعلان وقف العقوبات من الرياض لا ينفصل عن سياق التنافس السعودي-التركي على النفوذ في المنطقة، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب "فتح البازار" قبيل مغادرته، وأغلق الصفقة جزئياً في الرياض، لكن إتمام الملف وتفاصيله الدقيقة ما يزال وسيبقى في ملعب أنقرة.
وقال الجودة في مقال نشره على صفحته الشخصية، وتابعته وكالة "نبض سوريا"، إن عبارة "دعونا نرى شيئاً مميزاً" هي مفتاح البازار المستمر، موضحاً أن تعريف "المميز" لا يزال غامضاً حتى اللحظة. وأضاف أن النقاط المطروحة تظل ضبابية، منها مصير المقاتلين، وآلية الانتقال السياسي، وطبيعة الشراكة بين المكونات السورية، سواء أكانت على أساس طائفي أم تمثيل مجتمعي.
وبين الجودة أن التساؤلات لا تقتصر على الداخل السوري، بل تمتد إلى موقع فلسطين في الترتيبات الجديدة، وما إذا كان توقيع "الشرع" سيُنهي السردية الجهادية العالمية المرتبطة بقضيتها، متسائلاً عن قدرة زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، على تحمل نتائج أي اتفاق أمام "إخوته في المنهج"، سواء بالموافقة التي قد تهدم السردية الجهادية، أو بالرفض الذي قد يسقط مشروع الدولة المزعوم.
وأوضح الجودة أن حكّام العرب "رابحون في كل الحالات"، ففي حال نجاح المسار، سيستفيدون من دون تحمّل عبء الشرعية الإسلامية، وإن فشل، فلن يتمكن أحد من محاسبتهم، إذ إن حتى الأكثر تشدداً شارك في العملية ووافق عليها.
وتابع رئيس الحركة حديثه بالتركيز على الواقع السوري اليومي، مبيناً أن السوريين لا ينتظرون معجزات، بل يطالبون باحتياجات أساسية مثل بطاقات مصرفية وكهرباء ووصول تحويلات مالية دون عراقيل، فضلاً عن دواء ذي جودة غير منتهي الصلاحية. وأكد أن هذه المطالب الدنيا حُرِم منها الشعب بسبب من ادعوا "أخوّتهم" بينما طعنوا السوريين مراراً في خاصرتهم، دون تمييز بين خصومتهم للنظام وبين قضايا وطنية لا يصحّ الاختلاف عليها.
واختتم الجودة مقاله بتساؤلات وجودية حول إمكانية استعادة الوطن أو بنائه من جديد في ظل التشظي السردي والتناقض بين الرواية والسلطة، قائلاً: "هل يمكن أن نبقى معاً بينما نربي الأحقاد جيلاً بعد جيل؟ هل نستمر من دون مصارحة بالحقائق؟". وأشار إلى أن المصالح صارت أعلى من الحقوق، داعياً إلى بناء وطن قائم على شراكة المتساوين، وليس على مساومات الأقوياء، مؤكداً أن الطريق وعرة، لكن العمل الجاد هو السبيل الوحيد لاستعادة الحياة.