نبض سوريا - متابعة
في سياق متصاعد من التوتر، نفى مسؤول إسرائيلي رفيع ما نُسب إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من رفض لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا، مؤكداً أن موقف نتنياهو اقتصر على الدعوة إلى "الحذر" وعدم التسرع في فرض شروط على سلطة دمشق، مثل تغيير موقفها المعادي لإسرائيل.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل طالبت بتحقيق رفع العقوبات بشكل تدريجي، وليس فجائياً، في إشارة إلى خشيتها من عواقب سياسية وأمنية محتملة.
من جهة أخرى، لم يُخفِ المسؤول الإسرائيلي امتعاض بلاده من قرار ترامب، لا سيما بعد لقائه أحمد الشرع، معتبراً أن الخطوة الأمريكية تُعطي أولوية لمصالح دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، وتركيا بقيادة أردوغان، ما يُشير ـ وفق تعبيره ـ إلى أن واشنطن "تُصغي لشركائها الجدد أكثر من حليفتها التاريخية إسرائيل".
وكشفت مصادر إسرائيلية أن سلطة دمشق الحالية تنتمي في جذورها إلى تيار "الجهاد الإسلامي"، وأن التغييرات التي تبنتها مؤخراً ليست سوى تحولاً تكتيكياً مؤقتاً لتعزيز نفوذها، مع توقعات بأن تعود لسابق نهجها المعادي للغرب وإسرائيل خلال سنوات، سواءً كانت عشرين أو أقل. وأشارت المصادر إلى أن النظام السوري لا يزال بعيداً عن تحقيق الاستقرار الفعلي، أو السيطرة الكاملة على الأراضي السورية.
وفي تفاصيل أخرى، ناقش نتنياهو مع ترامب خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن الملف السوري بشموليته، بدءاً من التمدد التركي في سوريا، ومحاولات أنقرة إعادة تشكيل الجيش السوري، وصولاً إلى ضمانات لحماية المصالح الإسرائيلية. لكن ترامب ـ بحسب المصادر ـ لم يُبدِ اهتماماً بتحذيرات نتنياهو، بل ردّ عليها بلهجة مفاجئة: "علاقتي بأردوغان ممتازة... أحبه وهو يحبني"، مُطالباً إسرائيل بـ"التعقل" في إدارة خلافاتها مع تركيا.
يأتي هذا في وقت حذّرت فيه إسرائيل من أن رفع العقوبات عن دمشق قد يُعطي النظام السوري فرصة لـ"خداع الغرب"، فيما أصرّ ترامب على أن الإدارة الحالية في دمشق تُرسل إشارات إيجابية، ولا تُظهر عداءً واضحاً لإسرائيل أو الغرب، مُتجاهلاً تحذيرات حليفته التقليدية.
وتُواصل إسرائيل الضغط عبر قنوات دبلوماسية مختلفة، حيث تناول نتنياهو الموضوع السوري خلال زيارتَيه لواشنطن، وكذلك في اجتماعات مبعوثيه، في محاولة لإقناع الإدارة الأمريكية بتبني رؤيتها. لكن الخلاف يبدو عميقاً، مع إصرار ترامب على تبني تحالفات جديدة تُعيد تشكيل خريطة النفوذ الإقليمي، بعيداً عن الأولويات الإسرائيلية.