مصدر إيراني ندرس بشكل جدي تعليق المفاوضات مع أمريكا

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

كشف مصدر إيراني مطّلع، اليوم الخميس ، أن القيادة الإيرانية تدرس بشكل جدي خيار تعليق المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، والتي تجرى بوساطة سلطنة عُمان، منوهاً أن موقف المفاوضات خيار مطروح في ظل سياسة العصا والجزرة التي تعتمدها واشنطن.


وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"بغداد اليوم" وتابعته وكالة "نبض سوريا" إن "طهران غير راضية عن (الأجواء المتناقضة) التي تحيط بمواقف واشنطن خلال الفترة الأخيرة"، مشيراً إلى أن "الضغوط والعقوبات الأمريكية تتزايد، في حين تتحدث واشنطن عن الحوار والدبلوماسية، وهو ما تعتبره طهران سلوكاً غير جاد".


وأضاف أن "الخيار المطروح حالياً هو تجميد مسار التفاوض مؤقتاً لحين اتضاح نوايا الإدارة الأمريكية بشكل عملي"، موضحاً أن "المفاوضات لا يمكن أن تستمر في ظل سياسة العصا والجزرة".


وأشار المصدر إلى أن "المؤسسات المعنية في طهران، ومن بينها المجلس الأعلى للأمن القومي، تناقش هذا الاحتمال بجدية، خاصة في ضوء التصعيد الإعلامي والسياسي من الجانب الأمريكي وحلفائه في المنطقة".


وكانت الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا قد جرت في مسقط خلال الشهر الجاري، وسط أجواء من الغموض بشأن مستقبل التفاهمات بين الطرفين حول البرنامج النووي والعقوبات.


وفي سياق متصل، وجّه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، انتقادات حادة للمواقف الأمريكية الأخيرة، مشيراً إلى أن "تصريحات المسؤولين الأمريكيين في الأسابيع الماضية (مليئة بالتناقضات) وتفتقر إلى الجدية في مسار المفاوضات".


وقال بقائي، في تصريحات نقلتها وكالة "إيسنا" وتابعتها وكالة "نبض سوريا"، إن "المسؤولين الأمريكيين يتحدثون من جهة عن الحوار والاتفاق، ومن جهة أخرى يواصلون فرض العقوبات الظالمة وغير القانونية، ويتخذون مواقف متناقضة تماماً".


وأكد أن "هذا التناقض لا يُظهر أي دليل على حسن نية أو جدية من الجانب الأمريكي"، مضيفًا "نحن لا نتوقع حسن نية من الولايات المتحدة، فالتجربة التاريخية مع هذا البلد مليئة بسوابق من سوء النية وعدم الثقة، وهي قائمة على أسس منطقية بسبب سياساته المعادية للشعب الإيراني لعقود طويلة".


وتابع بقائي، أن "نهج التفاوض الأمريكي دائماً ما يكون مصحوباً بالضغوط وتبديل المواقف وتكتيكات التهديد والترهيب، ونحن نتابع هذه التصرفات والتصريحات عن كثب ونحدد خطواتنا بناءً على أداء الطرف المقابل".


وأشار إلى أن "هذه السياسات الأمريكية لا تساهم في تقدم المفاوضات، بل تعقّدها وتعرقلها"، مضيفاً أن "إيران تدخل أي مفاوضات وفق أطر واضحة وخطوط حمراء ثابتة تهدف إلى تأمين مصالح الشعب الإيراني والحفاظ على حقوقه النووية المشروعة، ضمن التزاماتها كعضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)".


وختم بقائي بالإشارة إلى أن إيران قطعت مسارا صعبا في الجولات الأربع السابقة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، مؤكّدًا أن "طهران ستواصل هذا المسار طالما شعرت بإمكانية تحقيق مكاسب حقيقية لشعبها عبره".