نبض سوريا - متابعة
كشفت مصادر محلية لوكالة "نبض سوريا" عن تفاقم الانتهاكات الممنهجة بحق العائلات العلوية في ريفي محافظتي حماة وطرطوس، حيث باتت عمليات التهجير القسري والاستيلاء على الأراضي واقعاً يومياً يُهدد وجودهم في مناطق عديدة، أبرزها قرى "تل سكين" و"القعادة" و"الصفصافة" بريف حماة.
وأكدت المصادر أن الأهالي يُجبرون على توقيع وثائق تنص على اعتبار أراضيهم "أملاكاً للدولة"، فيما يُشير مراقبون إلى أن هذه الخطوة تُعد تمهيداً لترحيلهم قسراً من مناطق سكناهم التاريخية. وأوضح أحد السكان، الذي فضل حجب اسمه خوفاً من انتقام الفصائل المسيطرة، قائلاً: "نعيش تحت وطأة الخوف من مصادرة أراضينا وممتلكاتنا، ولا نملك أدوات مواجهة هذه الانتهاكات التي تنفذ بقوة السلاح".
من جهة أخرى، بينت مصادر محلية أن قرية "خربة الفرس" بريف طرطوس تشهد توطيداً لنفوذ فصيل مسلح تدعمه عناصر أجنبية من أوزبكستان والشيشان، مشيرةً إلى تعزيز وجوده بعتاد عسكري ثقيل شمل مدافع وهاونات ومنصات لإطلاق الطائرات المسيرة. كما لفتت إلى تعزيز النقاط العسكرية التابعة للفصيل في منطقة "جبال بوردة" بمحيط "الشيخ بدر"، ما ينذر بتصعيد أمني قد يُفاقم الأوضاع الهشَّة أصلاً.
وحذرت المصادر من أن استمرار هذه الممارسات قد يؤدي إلى تغيير جذري في الخريطة الديمغرافية للمنطقة، مُعبّرةً عن مخاوف ملحّة من انعكاسات ذلك على الأقلية العلوية، خاصة مع غياب أي ضمانات رسمية أو دولية لحماية حقوقهم.
وفي سياق متصل، أشارت تقارير ميدانية إلى تعزيزات عسكرية غير مسبوقة تشهدها مناطق ريفية في حماة وطرطوس، وسط تحذيرات من انهيار كامل للأمن واستقرار المجتمعات المحلية.
وفي ظل تصاعد التحديات، يطالب الأهالي بتحرك عاجل من الجهات الرسمية والمنظمات الدولية لوقف مسلسل التهجير، وحماية حقوق الملاك، والحدِّ من التدهور الأمني الذي يدفع المنطقة نحو مجهولٍ تُخيِّم عليه شكوكٌ بمصير مئات العائلات التي باتت تواجه خطر التشرد وفقدان الهوية.