نبض سوريا -متابعة
أدلى بشير أبا زيد، أحد المُعتقلين السابقين في قضية ما عُرف إعلاميًا بـ"أطفال درعا"، بشهادته لتفنيد رواياتٍ تداولتها وسائل إعلامية، أبرزها قناة الجزيرة، حول ظروف اعتقاله وزملائه عام 2011، والتي ارتبطت باندلاع الثورة السورية. وجاءت تصريحاته لتصحيح ما وصفه بـ"الأخطاء الكبيرة" في نقل الأحداث، والتي غذّت رواياتٍ دراماتيكية لسنوات.
وأكّد بشير أبازيد في لقاء تلفزيوني تابعته وكالة "نبض سوريا" أن "ما نُسب لجهات أمنية من "اقتلاع أظافر المُعتقلين" عارٍ من الصحة، واصفًا إياه بأنه "إشاعة خاطئة"، دون تفاصيل إضافية حول ظروف التحقيق.
و نفى الشاب أبا زيد بشدة صحة الاقتباس المنسوب للعميد عاطف نجيب (رئيس فرع الأمن السياسي وقتها) الموجه لأهالي المعتقلين: "انسوا أطفالكم، وإن لم تقدروا فغيرهم سنُنجب لكم"، مؤكدًا أن نجيب "لم يجرؤ على قول ذلك للوجهاء".
وشرح بشير قصة المجموعة الأولى التي تم اعتقالها قبل أسبوعين من حادثة "كتابات الحائط" (التي اتُهم فيها الأطفال برسم شعارات مناهضة للنظام)،وذلك لسبب جنائي (قضية سرقة)، وأُطلق سراحهم قبل اندلاع التظاهرات.
أما المجموعة ف قال أبا زيد: ضمّت 24 فردًا، اعتُقلوا بسبب كتابات الحائط، وأُفرج عنهم بعد يومين من بدء الاحتجاجات (آذار/مارس 2011)".
وأشار إلى أن وسائل الإعلام "خلطت" لاحقًا بين المجموعتين، ما أدى إلى تشويه الوقائع.
و نفى أبا زيد أن" يكون هو أو زملاؤه كتَبة الشعار الذي ألهب الشارع السوري، مشيرًا إلى أن صاحب العبارة لا يزال مجهولًا".
و أوضح أبا زيد أن "حمزة الخطيب (الذي تحوّل لاحقًا إلى رمزٍ للثورة بعد وفاته تحت التعذيب) لم يكن ضمن مجموعتَي الاعتقال سالفتَي الذكر، بل اعتُقل لاحقًا بسبب مشاركته في مظاهرة بعد أسابيع من اندلاع الثورة".
ارتبطت قضية "أطفال درعا" بالشرارة الأولى للثورة السورية، بعد أن اعتُقل 15 طفلًا في آذار/مارس 2011 بتهمة كتابة شعارات مناهضة للنظام على جدران مدرسة، ما أثار احتجاجاتٍ عارمة في درعا امتدت لعموم سوريا. لكن الرواية الرسمية وقتها نفت صلة الاعتقال بالسياسة، واعتبرته قضية "جنائية".
تكشف شهادة أبا زيد عن تعقيدات ملفٍّ ظلّ لسنواتٍ أداةً لتأجيج الخطاب الإعلامي المُتباين بين نظام الأسد ومعارضيه، كما تُلقي الضوء على دور الإعلام في تشكيل الروايات التاريخية، سواءً عبر التوثيق أو الانزياح نحو التضخيم.