مصداقية الشرع "على المحك"
صحفي أمريكي يكشف انضمام الحزب التركستاني إلى صفوف وزارة الدفاع

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

انتقد الكاتب السياسي عبدالله علي ، صمت وزارة الدفاع  السورية في حكومة الشرع المؤقتة حيال انضمام الحزب الاسلامي التركستاني لصفوفها وذلك بعد تصريح الصحفي الأمريكي داريل فيلبس، الذي قال فيه أن "الحزب انضم قبل ثلاثة أيام إلى صفوف الوزارة، موضحاً أن "الوزارة لم يصدر عنها تأكيد أو نفي للخبر ،الأمر الذي شكك سوريون في صحة الخبر من باب غرابته فقط، وليس استناداً إلى معطيات أو أدلة معينة.


وقال الكاتب عبر مقال نشره في " جريدة النهار "،  وتابعته وكالة " نبض سوريا"، أن" فيلبس الذي أصبح يُعرف باسم بلال عبد الكريم منذ اعتناقه الإسلام قال أن "الحزب الإسلامي التركستاني انضم رسمياً إلى هيكلية الجيش السوري المشكّل حديثاً تحت مسمى الفرقة 84" واعتبر فيلبس هذه الخطوة استجابة لدعوة وزارة الدفاع جميع الفصائل المتبقية إلى الاندماج تحت القيادة الوطنية" مبينا عدم معرفته بمهمات الفرقة الجديدة أو مناطق انتشارها .


واضح الكاتب أن" وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة عندما اعلن الأسبوع الماضي عن "دمج كل الوحدات العسكرية ضمن وزارة الدفاع"، وضرورة التحاق ما تبقى من المجموعات العسكرية الصغيرة بالوزارة في مدة أقصاها 10 أيام من تاريخ الإعلان، لم يستثن الحزب الإسلامي التركستاني ولا أي فصيل آخر من عملية الدمج، باستثناء ما سمّاها "المجموعات الصغيرة" التي أعطاها مهلة 10 أيام لحسم موقفها.


واستنكر الكاتب "صمت وزارة الدفاع وعدم نفيها للخبر الذي نشره الإعلامي الأميركي الذي سبق أن اعتقلته "هيئة تحرير الشام" قبل سنوات، بسبب عدم رضاها عن تغطيته لبعض التطورات في إدلب " مؤكدا ان كل ما سبق يعزز صحة انضمام الحزب الإسلامي التركستاني إلى وزارة الدفاع السورية وخصوصاً أنه سبق للقيادة العامة ترفيع القائد العسكري للحزب عبدالعزيز خرديرباري إلى رتبة عميد.


واوضح الكاتب ان الحزب الإسلامي التركستاني في سوريا  يعد فرعاً من فروع الحزب الأصلي الذي يتخذ من أفغانستان مقراً له بقيادة الشيخ عبدالحق مبينا ان  الحزب في سوريا  يقوده الأمير العام أبو عمر كوثر، وقائده العسكري هو عبد العزيز أبو محمد الذي يعرف أيضاً باسمه الحركي زاهد قاري  وذلك بعدما ان أصدر مجلس شورى التركستاني في أفغانستان أذار الماضي قرارا بتعيين كل من عبدالعزيز والشيخ طوبى نائبين للقائد العام في سوريا.


وحول عدد المقاتلين العاملين تحت لواء الحزب التركستاني اوضح الكاتب ان التقديرات تختلف في تحديد عدد المقاتلين العاملين تحت الواء فثمة ميل عام إلى تقليل أعدادهم إعلامياً، إذ بدأ بعض وسائل الإعلام يتحدث عن رقم زهيد هو 1500 مقاتل، بينما كان "تلفزيون سوريا" يقدر العدد قبل سقوط النظام بقرابة 3000 فيما  ذهبت الدراسات والبحوث المعدة عن الحزب التركستاني إلى تقدير عديده بقرابة 5000 مقاتل. 

واوضح الكاتب ان مقاتلوا الحزب يتمركزنفي ريف اللاذقية الشمالي وريف جسر الشغور، ولهم مستوطنات شبه مستقلة لكونهم اصطحبوا عائلاتهم معهم، ومعظم المنتسبين ينتمون إلى أقلية الإيغور المسلمة في الصين، وتحديداً من إقليم شينجيانغ مشيرا الى ان خطوة ضمّ الحزب إلى وزارة الدفاع حسب مراقبون بمثابة تحدّ للمطالب التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب  وعلى رأسها طرد المقاتلين الأجانب ولاسيما بعد خطاب الشرع الذي وعد فيه المقاتلون الأجانب الجنسية السورية تكريماً لهم، وتقديراً للأدوار التي قاموا بها في إسقاط النظام السوري السابق.

وبين الكاتب أن" الولايات المتحدة رفعت  الحزب الإسلامي التركستاني من قائمة الإرهاب عام 2020 بسبب ارتباطه بتنظيم "القاعدة وفق القرار الذي أصدره وزير الخارجية الأميركي آنذاك مايك بومبيو بالمقابل تعتبر الصين الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية (إقليم شينجيانغ) خطراً يهدد أمنها القومي بسبب مطالبته باستقلال الإقليم متهمة الحركة بارتكابها أعمال عنف وهجمات إرهابية، بلغت بحسب إحصائها نحو 200 هجمة بين عامي 1990 و2001، مما أسفر عن مقتل أكثر من 162 شخصاً وإصابة نحو 440 بجروح متفاوتة.

وأضاف الكاتب أن المندوب الصيني الدائم في جلسة مجلس الأمن عن الوضع في سوريا شدد على خطورة المقاتلين الأجانب ولا سيما منهم الإيغور، معتبراً أن وجودهم يشكل خطراً على استقرار المنطقة.

واختتم الكاتب مقاله  "لا يستبعد بعض المراقبين أن تغض الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الطرف عن انضمام التركستانيين إلى الجيش السوري" مشيرين إلى أنه" قد تكون لبعض فئات المقاتلين الأجانب أدوار وظيفية في المستقبل للحد من النفوذ الصيني في إطار الصراع المتصاعد بين واشنطن وبكين.