استمرار حرائق الساحل السوري وسط غياب حكومي... وسوريون: أين تركيا "الصديق والأخ الأكبر"؟

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - الساحل السوري 
 

تجتاح حرائق واسعة المناطق الجبلية والحراجية في الساحل السوري منذ أيام، مخلّفة أضرارًا جسيمة في الثروة الحرجية والممتلكات الخاصة، وسط غياب تام لأي استجابة فعّالة من حكومة دمشق.

وقال أحمد، أحد سكان ريف اللاذقية، في حديث خاص: "الحرائق وصلت إلى مشارف منازلنا، واتصلنا مرارًا بطوارئ الإطفاء دون جدوى. جيراننا يحاولون إخماد النيران بوسائل بدائية، والمساعدة الرسمية غائبة بالكامل".

وأضافت أم سامي، من قرية في ريف جبلة: "نحن نعيش الرعب كل ليلة. الدخان يخنقنا، والأطفال مرعوبون. لا سيارات إطفاء، لا طائرات، لا مسؤولين. وكأننا لسنا جزءًا من هذا البلد".

مصادر محلية أكدت أن فرق الإطفاء تعاني من نقص في المعدات والكوادر، وأن معظم جهود إخماد الحرائق تعتمد على متطوعين من الأهالي، الذين يخاطرون بحياتهم لحماية أراضيهم ومنازلهم.

وفي مشهد أثار موجة استياء عارمة، أقامت الحكومة السورية فعالية احتفالية في دمشق لعرض ما سمّته "رؤية بصرية وطنية" في وقت كانت النيران تلتهم غابات الساحل ومنازل سكانه. واعتبر ناشطون أن الفعالية التي وُصفت بـ"الاحتفالية المسروقة" تعبّر عن تجاهل صارخ لمعاناة الأهالي، وافتقار إلى الحدّ الأدنى من الحسّ بالمسؤولية الوطنية.

وقال أحد الناشطين عبر مواقع التواصل: "بينما يحترق الساحل ويُهجّر أهله، تجلس النخبة في قاعات مكيفة تحتفل بعروض مسروقة. هذا ليس فقط فشلًا حكوميًا، بل إهانة لكرامة السوريين".

في ظل هذا العجز، يتساءل سوريون أيضًا عن موقف تركيا، التي طالما وصفت نفسها بـ"الحليف والصديق والأخ الأكبر". وكتب أحد النشطاء: "إذا كانت تركيا حريصة فعلًا على الشعب السوري، فلماذا تقف متفرجة على هذه الكارثة؟".

حتى الآن، لم تُعلن حكومة دمشق أي خطة استجابة فعلية، فيما تتزايد المخاوف من توسع نطاق الحرائق وحدوث كارثة بيئية جديدة، على غرار حرائق السنوات السابقة.