نبض سوريا - تقارير صحفية
أكد مدير حراج محافظة القنيطرة السورية، أحمد ذيب، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت غابات كاملة في المنطقة، منذ بدء توغلها مع سقوط نظام بشار الأسد مطلع يناير/كانون الثاني 2024، مشيراً إلى تجريف الأراضي الزراعية واقتلاع الأشجار النادرة في مناطق حراجية حيوية لبيئة الجولان السوري المحتل.
وقال ذيب في تصريح لـ"العربي الجديد" تابعته وكالة"نبض سوريا"،إن "الاحتلال أزال غابة "كودنة" بالكامل، والتي تُقدَّر مساحتها بـ1800 دونم، وتنتج مليوني طن سنوياً من بذور الصنوبر الثمري، إضافة إلى تجريف أشجار السنديان المعمرة في غابة "طرنجة"، ما أضر بـ200 دونم من أصل 4600 دونم تشغلها المحميتان الحراجيتان. وأضاف أن القوات الإسرائيلية منعت الفلاحين من الوصول إلى أراضيهم، واقتلعت أشجار الكينا والسرو العتيقة على امتداد خمسة كيلومترات حول طريق مدينة السلام حتى القنيطرة المهدمة".
وحذّر ذيب من صعوبة إعادة تأهيل غابات عمرها 150 عاماً، مثل محمية طرنجة، مشيراً إلى خطة خماسية لترميم المواقع المتضررة وفق الإمكانات المتاحة.
مخاطر كارثية على السدود
بدوره، نبّه ذيب إلى خطورة الوضع المائي في المنطقة، موضحاً أن القنيطرة تضم ستة سدود تختزن 80 مليون متر مكعب من المياه، أهمها سد المنطرة الذي يتسع لـ40 مليون متر مكعب. وأشار إلى أن قوات الاحتلال أنشأت نقطة عسكرية حول السد، مما يهدد بتحويل مياهه إلى الأراضي المحتلة، الأمر الذي قد يُفقد السدود الأخرى فاعليتها، خاصة مع شح الأمطار هذا العام.
من جانبه، كشف مدير البيئة في المحافظة، علي إبراهيم، عن أضرار بيئية واقتصادية جسيمة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية، أبرزها تدهور التنوع البيولوجي واختفاء موائل حيوانات ناددة مثل الثعالب والضباع. وأوضح أن إزالة الغابات ستؤدي إلى تآكل التربة، التي تحتاج ألف عام لتكوين سنتيمتر واحد منها، معتبراً أن الخسائر الاقتصادية المباشرة تجاوزت 103 ملايين دولار.
تداعيات اجتماعية ومطالبات دولية
وحذّر إبراهيم من تفاقم الفقر والهجرة بسبب فقدان السكان مصدر دخلهم المعتمد على الغابات، داعياً المنظمات الدولية إلى التحرك لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، ودعم جهود إعادة التشجير وتأمين سُبل العيش للمجتمعات المحلية.
يُذكر أن محافظة القنيطرة، التي تبعد 40 كيلومتراً عن دمشق، تُعدّ من أهم المناطق السورية ذات الثروة المائية والحراجية، إلا أن ثلثيها لا يزال تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود.