نبض سوريا -خاص
كان أحمد الشرع زعيم هيئة تحرير الشام حتى الأمس القريب يرفع شعار “لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض”، واليوم يرفع شعاراً جديداً أكثر بساطة: “وين مفتاح السفارة الإسرائيلية؟”.
بينما السوريون يبحثون عن ربطة خبز وجرّة غاز، يجد الشرع الوقت ليتفنّن في لقاء وزراء إسرائيليين في باريس، وكأن مشاكل سوريا حُلّت ولم يبقَ إلا ترتيب مواعيد الغداء مع الاحتلال.
المستوطنون الإسرائيليون يضعون حجر الأساس لمستوطنة جديدة في القنيطرة، وحكومة الشرع تضع حجر الأساس لـ… صمتها المريب. ربما هي مشغولة بحسابات الربح والخسارة: كم “مكسب سياسي” يمكن جنيُه من بيع ما تبقى من الأرض؟
حكومة الشرع اليوم تشبه بائع الخضار الذي يصرخ في السوق: “بضاعة وطنية… مقاومة أصلية”، بينما هو يسلّمها سراً لمندوب إسرائيلي عند باب الدكان. الشعب يدفع ثمن الكذب والشعارات الفارغة، والشرع يحلم بجائزة “أفضل متعاون إقليمي”.
باختصار، حكومة أحمد الشرع لم تعد تخفي أوراقها: هي تركت للشعب الطوابير، وانشغلت هي بالسلام الدافئ مع الاحتلال. والرسالة واضحة: “الجوع لكم… التطبيع لنا”.