من الغارات إلى الإنزال... إسرائيل ترفع مستوى المواجهة قرب العاصمة ‏

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - خاص

 وائل المولى – كاتب وصحافي

شهدت منطقة الكسوة–حرجلة - جبل المانع في ريف دمشق الجنوبي الغربي واحدة من أعنف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ سنوات، بعدما استهدفت طائرات مسيّرة ومقاتلات حربية مواقع عسكرية سورية ، تخللتها عملية إنزال جوي نفذتها قوة خاصة، قبل أن تنسحب إلى الجولان المحتل.

‏تفاصيل الهجوم

‏المصادر المحلية تحدثت عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين وعسكريين ، بينما قدّرت بعض الأنباء عدد الغارات بأكثر من عشرة ضربات خلال ساعتين، طالت محيط جبل المانع والكسوة والصبورة ويعفور. كما أشارت المصادر إلى أن الإنزال استهدف مبانٍ عسكرية ومراكز تخزين صاروخية سابقة، ومراكز تنصت وانذار مبكر تم إعادة تفعيلها بحسب زعم الإسرائيليين .

‏ وقد رافق الإنزال تحليق كثيف لمروحيات الإحتلال الإسرائيلي أطلقت بالونات حرارية لتأمين العملية.

‏أبعاد التصعيد

‏رغم أن الغارات الإسرائيلية باتت شبه متكررة خلال الأعوام الأخيرة، إلا أن اللجوء إلى إنزال بري محدود يشير إلى مستوى جديد من التصعيد، يعكس رغبة إسرائيل في إيصال رسائل ردعية ليس فقط عبر القصف من الجو بل عبر اختراق أمني–ميداني محسوب.

‏من جهة أخرى، يضع هذا التطور دمشق أمام تحديات إضافية في حماية مواقعها العسكرية ، خصوصاً أن الضربات استهدفت نقاطاً أعيد تموضعها مؤخراً من جنوبي البلاد، ما يكشف ثغرات أمنية في آليات الانتشار والتخزين وحجم الحضور المعلوماتي الإسرائيلي .

‏رسائل سياسية وعسكرية

‏إسرائيل: تؤكد قدرتها على الوصول حتى إلى عمق العاصمة ومحيطها، وتلوّح بأن خطوطها الحمراء تشمل المخازن والبنى التحتية العسكرية كافة وأنها لن تسمح بتعزيز القدرات العسكرية السورية .

‏دمشق: ترد بإدانة دبلوماسية، لكنها تواجه معضلة غياب أدوات ردع عملية قادرة على منع تكرار الهجمات حتى الآن وتعول على التعاون العسكري مع تركيا لإيجاد معادلات ردع مستقبلا َ .

‏الإقليم: العملية تحمل بعداً إقليمياً لافتاً، في ظل التحولات الأخيرة في الجنوب السوري، وتعيد النقاش حول حدود قواعد الاشتباك القائمة ليس على المستوى السوري فقط بل على مستوى المنطقة .

‏هذه العملية الإسرائيلية قوبلت بغضب شعبي سوري وإدانات عربية وإقليمية .

‏عملية الكسوة ليست مجرد غارة إضافية، بل تصعيد نوعي قد يعيد رسم حدود المواجهة حول دمشق. فبينما تثبت إسرائيل حضورها الميداني وقدرتها على كسر المألوف، تجد دمشق نفسها أمام معادلة صعبة: كيف تردّ وتحتوي في آن واحد، دون أن تنزلق البلاد إلى مواجهة أوسع لا تملك مقوماتها؟

‏