نبض سوريا - متابعة
نشرت مجلة "ذا ناشونال إنترست" الأميركية تقريراً مطولاً سلطت فيه الضوء على التناقض الصارخ في حكم الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، بين شرعيته الدولية المتزايدة وممارساته الاستبدادية التي تهدد استقرار البلاد.
وأشار التقرير إلى أن الشرع نجح في تحويل نفسه من زعيم ميليشيا إلى رجل دولة معترف به دولياً، خاصة بعد رفع الولايات المتحدة العقوبات عن دمشق وإلغاء تصنيف "هيئة تحرير الشام" كمنظمة إرهابية.
لكن هذه الشرعية الدولية لم تترجم إلى استقرار داخلي، حيث يواجه إرهاب السلطة مقاومة متصاعدة من الأقليات، خاصة في السويداء ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، الذين يرفضون الاندماج في هيكل الدولة المركزي.
وحذر التقرير من أن سياسات حكومة الشرع القمعية، بما في ذلك تشكيل "شرطة الآداب العامة" وتعزيز الهوية السنية المتطرفة، أدت إلى تفاقم الانقسامات الطائفية ودفعت البلاد إلى حافة حرب أهلية جديدة.
كما أبرز التقرير التحديات الاقتصادية الخطيرة التي تواجهها سوريا، بما في ذلك موجة الجفاف المدمرة وتدني ثقة المستثمرين، مما يهدد بانهيار شعبية الشرع في حال استمرار تدهور الأوضاع المعيشية.
وخلص التقرير إلى أن مستقبل سوريا يقف عند مفترق طرق: إما الاستمرار في النهج الاستبدادي الحالي المخاطرة بحرب شاملة، أو تبني انتقال سياسي حقيقي يعكس تنوع البلاد ويضمن المشاركة للجميع.