نبض سوريا - حمص
تشهد قرية خلفة في منطقة المخرم بريف حمص الشرقي أوضاعاً إنسانية وأمنية بالغة التعقيد، وسط مناشدات أهالي القرية العلويين بتعرضهم لحملة منظمة من الترهيب والإرهاب يشنها مسلحون من عشيرة بني خالد، وذلك بتواطؤ واضح من الحواجز الأمنية المنتشرة في المنطقة.
وأفادت مصادر محلية بأن مسلحي بني خالد، الوافدين من شمال إدلب، ينفذون عمليات استفزاز وقمع ممنهجة ضد الأهالي العُزّل، حيث يمنعونهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية ويعتدون عليهم بشكل متكرر. وفي حادثة مفجعة، تعرض المواطن خرفان الجوراني وزوجته لاعتداء وحشي من قبل هذه المجموعات أثناء توجههما إلى أرضهما لرعاية أشجار الزيتون، مما أدى إلى فقدان الجوراني للوعي وتعرض زوجته للإيذاء.
ولم يكتفِ المعتدون بذلك، بل إن لجوء الجوراني إلى الحاجز الأمني للشكوى انتهى باعتقاله هو وأقاربه بدلاً من محاسبة الجناة، وفقاً لرواية الأهالي. ومن بين الموقوفين خرفان تامر الجوراني وعبدو تامر الجوراني وخليل تامر الجوراني وغدير عبدو الجوراني ونادر عبدو الجوراني.
وتتصاعد الانتهاكات إلى حد الاستيلاء على الأراضي بالقوة، حيث احتل المسلحون ما يقارب العشرين منزلاً في القرية وحولوها إلى مراكز لابتزاز الأهالي وفرض مبالغ مالية طائلة عليهم تحت تهديد السلاح، كما منعوا المزارعين من العناية بمحاصيلهم في خطوة يُرى أنها تهدف إلى تهجير السكان الأصليين تهجيراً قسرياً.
وفي تطور مثير، وصلت تعزيزات أمنية كبيرة إلى القرية، إلا أن دورها اقتصر، بحسب المراقبين، على ترويع السكان عبر إطلاق النار الكثيف وفرض حصار خانق على حركة الداخلين والخارجين، مع توفير الحماية لهم.
ويعيش أهالي خلفة، الذين يُعدون من أفقر فئات ريف حمص، على حافة الهاوية، حيث يواجهون خطر الجوع إلى جانب تهديدات القتل إذا هم امتنعوا عن دفع الأتاوات المفروضة عليهم، في مشهد يُصوّر جريمة متكاملة الأركان تستهدف طردهم من أرضهم ومصادر رزقهم.