نبض سوريا - متابعة
تتكرر مشاهد التهليل والترويج قبيل كل زيارة خارجية يقوم بها رئيس الحكومة الانتقالية أحمد الشرع، إذ يحتشد أنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتحول صفحات "فيسبوك" إلى منصات احتفال بإنجازات مسبقة لرحلات لم تبدأ بعد، بينما تنشغل القنوات الموالية ببثّ عبارات النصر والإنجاز.
ورغم هذا الضجيج الدعائي، لم تتمخض أيٌّ من زيارات الشرع السابقة عن نتائج ملموسة تصب في مصلحة الشعب السوري، سواء في ملف رفع العقوبات أو إزالة اسمه من قوائم الإرهاب، ما يجعل التوقعات من زيارته الحالية إلى واشنطن محدودة بطبيعتها.
الكاتب السياسي محمد هويدي علّق على الزيارة قائلاً إنّ "محبي السلطة يصفون أي خطوة سياسية بأنها تاريخية أو مفصلية، رغم أنّ المجتمع السوري يعيش اليوم حالة من التصدع العميق بفعل الخطابات الطائفية والعنصرية وما تبعها من فوضى وعنف وقتل على الهوية".
وفي مقال نشره على صفحته في "فيسبوك"، أوضح هويدي أنّ" زيارة رئيس الحكومة الانتقالية إلى البيت الأبيض، مهما جرى تضخيمها وتقديمها كحدث استثنائي أو لحظة تحوّل، ستظل محدودة التأثير ما لم تترافق مع جهد جاد لإعادة ترتيب البيت الداخلي، والتعامل بجدية مع الانقسام والصراع القائم داخل البلاد".
واستحضر الكاتب تجربة مشابهة من التاريخ الحديث، مشيراً إلى أنّ "الرئيس الأميركي رونالد ريغان استقبل عام 1985 قيادات من المجاهدين الأفغان في البيت الأبيض، وجرى آنذاك تصويرهم على أنّهم "مقاتلون من أجل الحرية"، إلا أنّ الدعم الواسع الذي تلقّوه لم يمنع أفغانستان من الانزلاق لاحقاً في دوّامة طويلة من الحروب والصراعات".
وختم هويدي بالقول إنّ "دروس التاريخ واضحة من دون قدرة المجتمع على مساعدة نفسه وإعادة بناء وحدته الداخلية، لا يمكن لأي دعم خارجي أن يصنع استقراراً أو يغيّر مساراً تاريخياً".