مناع : لم نكن نتخيّل أن تبلغ الكارثة في سوريا هذا الحد من السوء

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  

تحدث عضو الكتلة الوطنية السورية، هيثم مناع، عن المراحل الأولى للأحداث في سوريا، مؤكداً أن السيناريو السوري لم يكن واضحاً حتى في بدايته ، وأن ما شهدته البلاد لاحقاً فاق كل التوقعات.


وقال مناع في مقابلة تلفزيونية تابعتها وكالة "نبض سوريا" إنّ "نحو 22 ألفاً من جنود الجيش السوري وممّن ألقوا السلاح في نهاية عهد الرئيس بشار الأسد"يقبعون اليوم في السجون بأوضاع مزرية".


وأوضح أن "العملية العسكرية التي انطلقت قبل السيطرة على سوريا كانت تُعرف باسم "ردع العدوان"، مضيفاً أن "هؤلاء الذين جاؤوا إلى دمشق كانوا منذ البدايات اي منذ 2011 يكتبون منذ البداية شعارات من نوع (الديمقراطية كفر) و(المسيحية على بيروت والعلوية على التابوت)، كنا نعرفهم وكنا في حالة صدام دائم معهم، وحاولنا وقفهم عبر مجلس الأمن ونجحنا في إصدار قرار خاص يتعلق بهذه المجموعات، لكن كان هناك خوف من أن يؤدي منحها حماية دولية إلى تمكينها من الوصول إلى السلطة".


وأشار مناع إلى أن "وصول هيئة تحرير الشام إلى السلطة جرى بدعم مباشر من تركيا وقطر"، موضحاً أن "أنقرة "فتحت أطول حدود أمامهم"، فيما كانت الدوحة "البنك المالي الذي موّل عملياتهم"، لافتاً إلى أن" منظمة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات (IHH) التركية "نقلت إليهم السلاح تحت غطاء العمل الإنساني".


وتحدث مناع عن الوضع العسكري قائلاً إن "دمشق بالنسبة إلى الإسرائيلي ساقطة عسكرياً"، مؤكداً أن "الجيش السوري لم يعد يمتلك القدرة على الدفاع عن العاصمة بعد تدمير معظم قدراته"، وأن البلاد "لم تعد موحدة، فهناك أكثر من سوريا داخل سوريا".


كما كشف مناع أن هناك "من هو مستعد لتقديم كل التنازلات من أجل البقاء في السلطة"، مشيراً إلى "تسجيلات تم الكشف عنها لمباحثات مع الإسرائيليين".


وانتقد مناع أداء السلطة المؤقتة والأوضاع المعيشية المتدهورة في البلاد، قائلاً إن "السيناريو الأسوأ كان متوقعاً، لكن لم يكن متخيلاً أن يبلغ هذا الحد من السوء، خصوصاً مع وصول نسبة الفقر إلى 96% من السكان".


وأشار إلى وجود "مافيات في إدلب تسيطر على شركتي أعزاز وإدلب، وتسعى لاحتكار مجالات الطاقة والكهرباء والمياه"، مؤكداً أن "سوريا تمتلك طاقات بشرية هائلة، إلا أن السلطة تهمشها لأنها تعتبرها خطراً عليها".


وأضاف أننا "نناضل ليلاً ونهاراً من أجل استعادة اللحظة التفاؤلية وبناء دولة المواطنة لكل السوريين"، معتبراً أن "الشعب السوري دفع ثمناً باهظاً وأن الضحايا منتشرون في كل مكان".


وشدد مناع على أن "الطريق مسدود أمام أي حل طائفي، كما هو مسدود أمام هذه السلطة"،  مشيراً إلى أن "الاستقبالات الرسمية والضخ الإعلامي وتسميم العقول لن تضمن للنظام الاستمرارية".


وختم بالقول: "لا أستطيع زيارة دمشق وأرى هؤلاء الملثمين القتلة يحكمونها. يجب أن تعود سوريا إلى شعبها، فهذا هو أملي، ونحن نستحق واقعاً أفضل مما هو قائم اليوم".