مسرحيات الحكومة الانتقالية... وواقع السوريين المنسي

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  خاص

في الوقت الذي يعيش فيه السوريون فصولا يومية من الخطف والقتل والفقر، تواصل الحكومة الانتقالية تقديم عروض إعلامية أقرب إلى المسرحيات، تتحدث فيها عن “إنجازات أمنية” و”استقرار مزعوم” لا يراه أحد على الأرض.


المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، خرج يوم أمس في مؤتمر صحفي ليعرض ما قال إنها نتائج "العملية الأمنية الكبرى" والمزعومة ضد تنظيم داعش الإرهابي في عدد دمشق وحمص وحماه، معلناً اعتقال القيادي في التنظيم عبد الإله الجميلي.

لكن المفارقة الصارخة أن الجميلي نفسه كان قد أُعلن اعتقاله في 24 حزيران الماضي، أي قبل أكثر من أربعة أشهر، بعد يوم واحد من تفجير الكنيسة في الدويلعة في ريف دمشق، وهو ما يثير تساؤلات واسعة حول مصداقية البيانات الرسمية وشفافيتها.


تكرار مثل هذه الحوادث يكشف عن فجوة عميقة بين رواية السلطة وواقع الناس؛ فبينما يروّج المسؤولون لانتصارات أمنية وهمية، لا تزال حوادث الخطف والاغتيال والاعتقالات التعسفية تشكّل كابوساً يومياً للسوريين في مختلف المناطق، من دون أي تحرك جاد لحماية المدنيين أو معالجة أسباب الفوضى الأمنية.


أمام هذا المشهد، يبدو أن الحكومة الانتقالية تحاول عبر بياناتها المتكررة إعادة إنتاج صورة السيطرة والاستقرار، في وقت تتسع فيه معاناة الناس وتنهار الثقة بكل ما يصدر عنها.

فالسوريون، الذين تعبوا من البيانات والتبريرات، لا يبحثون اليوم عن بطولات إعلامية، بل عن أمان مفقود وعدالة غائبة.