نبض سوريا - ريف حمص
تشهد قرى ريف حمص الغربي، التي تسيطر عليها فصائل مسلحة، حملة منهجية للابتزاز المالي تحت تهديد السلاح، في سابقة وصفت بأنها "ضريبة حماية" مزدوجة و"صورة صارخة للنهب المنظم".
وبحسب مصادر محلية، تقود هذه الحملة مجموعات مسلحة تابعة لسلطة الأمر الواقع بقيادة مسؤول محلي في منطقة الحولة يعرف بـ "أبو عمر" وشقيقه "أبو حمزة"، وبمشاركة عناصر من عائلة الزكاحي.
وأفادت المصادر أن هذه العناصر تجوب قرى "الزيبق، الهرقل، القبو، وعرقايا" ومحيطها، وتقوم باقتحام المنازل وإجبار الأهالي على شراء أسلحة منها نقداً، ثم إلزامهم بإعادة تسليم نفس الأسلحة خلال 48 ساعة، تحت تهديد شن حملات اعتقال بحق الممتنعين.
ونقلت الوكالة عن الأهالي تصريحات حرفية للمسلحين جاء فيها: "بدكم تشتروا سلاح منّا… وترجعوا بتسلّمولنا ياه"، في عملية وصفها السكان بأنها "ابتزاز مزدوج" يجبرهم على دفع مبالغ طائلة لقاء سلاح لا يقتنونه ولا يحتاجونه، قبل أن يُسترد منهم فوراً.
ولتعزيز الترهيب، أفاد السكان بدخول رتل مكون من خمس سيارات مسلحة إلى بعض القرى في استعراض علني للقوة، كما تم عقد اجتماعات قسرية في قرى الزيبق والهرقل، طُلب خلالها من الأهالي، الذين يعانون أصلاً من الفقر المدقع ،تجهيز المبالغ المطلوبة.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الحوادث ليست الأولى، بل تتكرر بشكل دوري في القرى المذكورة، التي تعاني من تدهور اقتصادي حاد بعد فصل موظفيها وسلب ممتلكاتها من قبل سلطات الأمر الواقع.
وفي ظل غياب أي تحرك رسمي أو أمني لوقف هذه الانتهاكات، تستمر عصابات الابتزاز في توسيع نطاق جباياتها، مستفيدة من حالة الخوف والإفلات من العقاب، في مشهد يكرس معاناة هذه القرى الأكثر فقراً وتهميشاً.