باحث سياسي: أنقرة تفرض وصايتها على سوريا تحت شعار "الأمن القومي"

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

كشف الباحث السياسي محمد هويدي عن توسّع النفوذ التركي في الشمال السوري وتحوله – وفق وصفه – إلى “وصاية مباشرة” طالت الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية، وذلك تحت ذريعة حماية الأمن القومي التركي.


وقال هويدي في مقال نشره عبر صفحته على “فيسبوك” وتابعته "نبض سوريا" إن أنقرة استخدمت شعار مكافحة التهديدات الحدودية لتمديد حضورها داخل الأراضي السورية، موضحًا أن التدخل لم يعد يقتصر على العمليات العسكرية، بل اتسع ليشمل بناء مستوطنات، وفرض أنماط إدارية وخدمية، وتغييراً في البنية السكانية من عفرين إلى تل أبيض ورأس العين.


وأشار الباحث إلى أن "تركيا عملت بالتوازي على تتريك قطاع التعليم من خلال تعديل المناهج وتغيير سرديات تاريخية، بينها – وفق هويدي – “تبرئة جمال باشا السفاح وتجريم شهداء 6 أيار".


وعلى الصعيد العسكري، يؤكد هويدي أن أنقرة ساهمت خلال السنوات الماضية في إدخال عشرات آلاف المقاتلين المتشددين إلى سوريا، إضافة إلى توطين مجموعات من الإيغور والشيشان والأوزبك في إدلب بإشراف مباشر، الأمر الذي أسهم – بحسب تعبيره – في صناعة واقع ميداني معقّد يتحرك ضمن المصالح التركية.


اقتصادياً، يوضح هويدي أن" السياسات التركية أدت إلى نهب مصانع حلب، وتهجير التجار المحليين، وإغراق السوق السورية بالبضائع التركية ، ما جعل الاقتصاد السوري يعتمد على تركيا “بشكل غير مسبوق”، بحسب وصفه" .


ويرى الباحث أن" مجموع هذه التحركات قادت إلى وضع سوريا فعليًا تحت وصاية تركية"، مشيراً إلى أن" إدارة الملف السوري باتت مرتبطة بدور جهاز الاستخبارات التركي ووزيره هاكان فيدان، ما جعل القرار السياسي والاقتصادي والأمني السوري “رهينة للتوجهات التركية”.


وختم هويدي تحذيره من مرحلة تفكك جغرافي محتملة في سوريا نتيجة استمرار التدخل التركي واتساعه تحت شعار حماية الأمن القومي، معتبراً أن المشهد مرشح لمزيد من التغيير ما لم يتغير مسار التوازنات الإقليمية.