نبض سوريا - متابعة
كتب الصحفي محمد مروان ليس ثمة ما يمكن أن يُسمى "عيد تحرير" إذا كانت الأيام اللاحقة له قد جرت فوق هدير المقاصل، فالسوريون لم يستيقظوا على دولة جديدة، بل على سلطة جديدة ترتدي الملابس نفسها بلونٍ آخر.
وعلق مروان في مقال له، أن "ما جرى في مجازر الساحل بين 6 و8 آذار الماضي، والذي قدمته سلطة الأمر الواقع باعتباره "عمليّة ضد انقلاب"، كان في حقيقته موجة قتل انتقامي ممنهج، شاركت فيها فصائل عديدة بعضها تحت المظلة الرسمية للسلطة الجديدة".
وقال إن "التحرير الذي يُراد تحويله إلى عيد قومي ليس سوى تاريخ ميلاد جديد للمأساة؛ لأنه ولد من غياب الدولة، واستمرار حكم الجماعات المسلحة بعقلية ثأرية، وخطاب ديني يقصي ثم يبرر القتل".
وبيّن في تحليله أن "العنف لم يقتصر على الساحل، بل امتد إلى السويداء ودمشق وحمص، مما يؤكد أن الجغرافيا المنشطرة لا تزال تحمل في باطنها كل أسباب الانفجار".
وأشار إلى أن "السلطة الجديدة تختار السلاح قبل السياسة، والفتوى قبل القانون، والاتهام قبل التحقيق، مما يعني أن الأمن لا يزال هشًا والسلاح المتفلت يفرض منطقه".
وخلص إلى أن "السوريين لا يحتاجون عيداً آخر، بل دولة تحاسب القتلة لا تنسق معهم، وتحفظ ذاكرة الضحايا لا ذاكرة الفصائل، وما يعيشونه اليوم ليس سوى استبدال قناع بآخر، وهو أكبر الأكاذيب".