قيود ترامب تجعل كأس العالم 2026 حلمًا بعيدًا للكثيرين

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - متابعة 

مع اقتراب كأس العالم 2026، تبدو الأحلام الجماهيرية على المدرجات مهددة بشكل غير مسبوق، نتيجة سلسلة قيود السفر التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال 2025.


الإجراءات التي تهدف رسميًا لتعزيز الأمن القومي وتقليل تجاوز التأشيرات، أثرت مباشرة على قدرة الجماهير من دول مثل هايتي، إيران، ليبيا، اليمن، وأجزاء من السنغال وكوت ديفوار، على الوصول إلى الولايات المتحدة لمتابعة مباريات فرقها.


حتى مع إطلاق نظام FIFA PASS لتسهيل منح التأشيرات لحاملي تذاكر المباريات، يرى الخبراء أن هذا الإجراء غير كافٍ، خصوصًا لدول يعاني سكانها من محدودية الدخل، حيث قد تتجاوز تكلفة حضور مباراة واحدة عدة أشهر من الدخل، إذا أضيفت أسعار الطيران والإقامة. 


المفارقة أن فرق هذه الدول قد تتأهل وترفع أعلامها في الملاعب، بينما يظل جزء كبير من جمهورها بعيدًا عن المدرجات، يكتفي بالمشاهدة عبر الشاشات.


ولا يقتصر الأمر على الدول ذات الدخل المحدود، فحتى في أوروبا، يواجه المشجعون أعباء مالية كبيرة، كما حدث مع إسكتلندا بعد تأهلها لكأس العالم لأول مرة منذ 28 عامًا، حيث تكاليف السفر والإقامة والتذاكر تجعل الحلم بعيد المنال بالنسبة للكثيرين، وفقًا لتصريحات مدرب الفريق ستيف كلارك.


ورغم وعود مسؤولي كرة القدم العالمية بأن الجماهير ستكون موضع ترحيب، يبقى الواقع أن القيود والإجراءات المعقدة حول التأشيرات قد تمنع ملايين المشجعين من حضور البطولة، الأمر الذي يطرح سؤالًا أعمق حول جوهر كأس العالم، الذي لم يعد مجرد مباراة أو كأس، بل تجربة إنسانية تتجلى في حضور شعوب العالم، وتنوع الأعلام واللغات في المدرجات.


إذا غاب هذا التنوع، فإن البطولة تفقد جزءًا من روحها الأصلية، ويظل الحلم غير متاح للبعض، حتى مع كل الأضواء والكاميرات والملاعب الممتلئة، تاركًا آلاف المشجعين في دكار وأبيدجان يتابعون البطولة من بعيد، مدركين أن الحلم كان قريبًا، لكنه لم يكن للجميع.