منظومة قتل علني..
وسط وغرب سوريا في قبضة إجرام سلطة الأمر الواقع

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - متابعة 

رصدت “وكالة نبض سوريا” خلال الأسابيع الماضية تصاعدا لافتا في حوادث القتل والخطف والاستهداف المباشر بحق مدنيين من الطائفة العلوية.


وتؤكد مصادر ميدانية للوكالة أن المدخلات الأساسية لهذا التصاعد بدأت من الحواجز المنتشرة على مداخل المدن والأحياء، حيث تم تسجيل حالات اعتقال تعسفي متتالية بحق عمال وموظفين خلال توجههم إلى أعمالهم، قبل نقلهم إلى أماكن مجهولة دون توجيه تهم واضحة، مع رفض السماح لذويهم أو وجهاء المناطق بمعرفة مصيرهم أو موقع احتجازهم، ما ولّد حالة ذعر واسعة وانتشار الشائعات عن مراكز احتجاز سرية تُمارَس فيها الانتهاكات.


وبحسب ما وثقته “نبض سوريا”، شهدت عدة أحياء في ريف اللاذقية عمليات اقتحام ليلية لمنازل المواطنين، حيث نفذت مجموعات مسلحة تابعة لسلطة الأمر الواقع عمليات تفتيش قسري وصادرت ممتلكات شخصية وهواتف وأوراقًا ثبوتية، بذريعة “مكافحة الخلايا المعادية”، رغم عدم وجود دلائل أو أحكام قضائية تثبت الاتهامات. 


وفي حادثة أخرى داخل مدينة طرطوس، أقدم عناصر مجهزون بسيارات دفع رباعي لا تحمل لوحات على إطلاق النار بشكل مباشر على مواطنين اعترضوا محاولة خطف لأحد السكان، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح خطيرة وسط رفض المستشفى المحلي توثيق الواقعة رسميًا.


وفي ريف حماة، رصدت الوكالة استهدافاً مباشرا لمزرعة في قرية بيصين، حيث تعرّض شابان من عائلة واحدة لإطلاق نار كثيف خلال توجههما لإطعام المواشي داخل المزرعة، ما أسفر عن مقتلهما على الفور. 


وتشير المعلومات المتقاطعة التي حصلت عليها الوكالة من شهود عيان إلى أن المهاجمين ينتمون لتشكيلات محلية محسوبة على سلطة الأمر الواقع، وأن العملية لم تكن عشوائية بل جاءت بعد أيام من تهديدات طالت العائلة بسبب رفضها “دفع إتاوات” مالية مقابل السماح باستمرار نشاطهم الزراعي.


وتشير القراءة الأولية لتسلسل هذه الأحداث، وفق مصادر “نبض سوريا”، إلى وجود نمط ممنهج لا يمكن اعتباره مجرد تجاوزات فردية؛ إذ تتبع سلطة الأمر الواقع مسارا متصاعدا في استهداف العلويين على نحو مباشر، انتقل تدريجيا من المضايقات البسيطة عند الحواجز إلى الاعتقال والخطف، وصولًا إلى القتل العلني دون إخفاء بصمات الجناة، في خطة تبدو وكأنها تهدف لحرمانهم من مزاولة أعمالهم اليومية، وتوليد بيئة اقتصادية خانقة عبر ممارسات تشبه السيطرة الجباية، تمهيدًا لإغراقهم في الدم والفقر، ودفعهم نحو العزلة الاجتماعية والاستسلام لشروط الأمر الواقع.


 هذا المسار، بحسب المصادر ذاتها، يشي بمرحلة جديدة أكثر خطورة في المشهد السوري، حيث يتحول المدنيون إلى أهداف ضمن سياسة مترابطة وليست عشوائية، وتستكمل مشهدًا متغيرًا للسلطة والهوية والخرائط داخل البلاد.