نبض سوريا -خاص
في ظل تصاعد المخاوف من تأجيج الانقسامات المجتمعية، تفجّر جدل واسع بعد إقدام معلمة في "مدرسة محمد ياسين النشار" الابتدائية بحي المزة قرب مشفى الأسدي، على فصل الطلاب العلويين عن زملائهم داخل الصف، ضمن إجراءات أثارت قلق الأهالي وانتُقدت لتعميقها خطوطاً طائفية بين الأطفال
ووفقاً لشهادات أهالي الحي، دخلت المعلمة على طلاب الصف وطلبت من التلاميذ المنتمين للطائفة العلوية الجلوس في جهة منفصلة عن بقية الزملاء، ما دفع الطلاب إلى التجمّع في مكان واحد بعيداً عن الآخرين. لم تتوقف الإشكالية عند هذا الحد، إذ بدأت إدارة المدرسة بطلب معلومات تفصيلية من عائلات الطلاب، تشمل أسماء الأب والأم والجد، ومكان الولادة والمحافظة، عبر أوراق منفصلة، رغم توفر هذه البيانات سابقاً في السجلات المدرسية.
وأكد أهالي حي 86 المجاور، الذي يتبع له عدد من التلاميذ، أن هذه الإجراءات أثارت مخاوفهم من تكريس الطائفية لدى أطفالهم، خاصةً مع تسريب معلومات عن تكرار الحوادث ذاتها في مدارس أخرى "بتوجيهٍ من جهات غير معروفة". وتساءلوا: "هل هذه الطريقة تُحقّق العدالة الانتقالية؟ وهل يُفترض بالصحة النفسية للأطفال أن تُدار بهذا الشكل خلال الأزمات؟".
رفع الأهالي تساؤلات عاجلة حول مدى علم وزير التربية بهذه الممارسات، محذرين من أن "شرارة صغيرة قد تُشعل حريقاً طائفياً يصعب إخماده"، ودعوا إلى تحرك فوري لمراجعة السياسات التعليمية وضمان انسجام الأقوال مع الأفعال.
من جهتها، لم تصدر أي جهة رسمية توضيحاً حول الواقعة حتى الآن، فيما تتداول منصات التواصل الاجتماعي منشورات تُطالب بفتح تحقيق عاجل، مع الإشارة إلى أن الفصل الطائفي للأطفال يُناقض مبادئ العدالة المجتمعية ويُهدد النسيج الاجتماعي.