نبض سوريا - متابعة
تتوالى حوادث انفجار السيارات المحملة بالوقود والتي كثرت في الآونة الأخيرة ، ودوما ماتسفر عن ضحايا ومصابين.
آخر هذه الحوادث كان حريقا اندلع في مستودع وصهاريج للمحروقات، في مدينة دوما جانب جسر مسرابا في ريف دمشق، ماتسبب بإصابة عدد من المارة إضافة إلى تصاعد كثيف للدخان والنار، فضلا عن حالة الرعب والهلع التي تسبب بها بين.
حادثة ليست بالجديدة فقد شهدت بداية الأسبوع اندلاع حريق كبير، في سيارات لنقل المحروقات بالقرب من مطار حلب الدولي في سوريا، بالتزامن مع إعلان الهيئة العامة للطيران المدني إعادة تشغيل مطار حلب الدولي اليوم الثلاثاء، بعد نحو 3 أشهر من إغلاقه، ووشهدت حماه واللاذقية حوادث مماثلة.
وتعد حرائق مستودعات وسيارات الوقود من أخطر الحرائق، فإن النيران التي تشتعل في هذه المواقع ليست مجرد حرائق عادية، فهي إضافة إلى التسبب بوقوع ضحايا بشرية، ينتج عنها تداعيات بيئية واقتصادية واجتماعية خطيرة، وتجلب معها تدميراً هائلاً وخسائر باهظة.
وتواجه عمليات إخمادها صعوبات كبيرة ، تبدأ من درجات الحرارة المرتفعة جداً، والدخان الكثيف، وانتشار النيران، وقد تنتهي بالتسبب بحالات اختناق لعناصر الإطفاء.
أما أسبابها فهي طبيعة العمل الخطرة في تسخين المواد البترولية لتكريرها، وعدم اتخاذ اجراءات الأمن والسلامة، وهو ما يفتقد إليه العمال الجدد الذين عينتهم الحكومة الجديدة، بعد فصل العمال والسائقين ذوي الخبرة والمهاره في التعامل مع السيارات التي تحمل هذه المواد القابله للاشتعال في اي لحظة، خاصة في درجات الحرارة المرتفعة.
فالتعامل مع هذه السيارات فضلا عن طبيعة السيارة التي تحملها يجب أن يتمتع المشرق عليها والسائق بخبرة عالية، وانتباه كامل لكل وصوت وإشارة من السيارة، التي يجب أن تفحص بشكل دوري، إضافة إلى تفقد مدى جودة خزان الوقود بمرور الوقت.
هي حوادث تتسبب بأضرار بشرية ومادية تتراوح أسبابها من قلة الخبرة إلى الإهمال، فهل ستعيد الحكومة الجديدة التفكير في حساباتها، أم أنها ستدير لها ظهرا وكأنها حادث عابر لا يحتاج حتى تحقيقات شكليا؟