نبض سوريا -متابعة
إثر إعلان التعبئة العامة لقوات الجيش والأمن بدعوى ملاحقة ما يُشار إليه بـ"فلول النظام"، والذي أصدره الرئيس المؤقت، وتزامنًا مع النداءات التي أُطلقت من عدد من المساجد تحت شعار "الجهاد"، واستجابة الفصائل المسلحة التابعة للإدارة العسكرية الجديدة وغير التابعة لها بشكل عشوائي، تم شن عمليات عسكرية موسعة على مناطق متفرقة في الساحل السوري. شملت هذه العمليات اقتحام قرى وأحياء سكنية ذات أغلبية علوية، حيث ارتُكبت خلال الأيام الثلاثة الأولى خمسٌ وعشرون مجزرة موثقة.
تمكّن فريق التوثيق من جمع ثمانمئة وأحد عشر تسجيلًا مصورًا يؤكد وقوع الانتهاكات، كما تم التحقق من هويات ألفين ومئتين وستة وأربعين ضحية، غالبيتهم من الشباب، بالإضافة إلى وجود نسبة من الضحايا بين كبار السن والأطفال والنساء، وذلك على خلفية انتمائهم الطائفي.
كما سُجلت حالات لاثنين وأربعين ضحية من طوائف أخرى، تعرّضوا للقتل بسبب تعاطفهم مع المدنيين أو محاولتهم إخفاءهم.
تواجه المنطقة كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب تفاقم الفقر الذي تجاوز تسعة وتسعين بالمئة من إجمالي السكان، وانتشار الاعتقالات غير القانونية والاختفاء القسري الذي طال أكثر من عشرة آلاف حالة موثقة، فضلًا عن تسريح الموظفين في القطاعات الحكومية المدنية والعسكرية، بما في ذلك ألفان وأربعة عشر موظفًا في قطاعي الصحة والتعليم.
يُضاف إلى ذلك انتهاكات المصادرة التعسفية للممتلكات الخاصة، وتصاعد خطاب الكراهية والتحريض الطائفي، ما أدى إلى تفشي حالة من الخوف والرعب بين أهالي الساحل السوري المنكوب.