نيويورك تايمز: كفاح سوريا لتوحيد الجيش ظهر جليا في اندلاع موجة العنف

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة 


كشفت الأحداث الأخيرة التي شهدها الساحل السوري الأسبوع الفائت  عن افتقار الحكومة الانتقالية للسيطرة على القوات التي يُفترض أنها تحت قيادتها، وعجزها عن ضبط الجماعات المسلحة الأخرى..


صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تحدثت عن حقيقة دمج الفصائل المسلحة جميعا تحت راية جيش سوري موحد، وقالت إن موجة العنف التي اندلعت هذا الشهر في شمال غرب سوريا، والتي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين، أظهرت مدى بُعد تحقيق هدف رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع في إنشاء جيش موحد.


وخلال هذه الأحداث قامت الحكومة بتعبئة واسعة لقواتها الأمنية، وانضم إليها مقاتلون من جماعات مسلحة أخرى ومدنيون مسلحون، انتشروا في محافظتي طرطوس واللاذقية، وقصفت بحجة القضاء على عناصر النظام السابق  أحياء سكنية، وأحرقوا ونهبوا منازل، ونفذوا عمليات قتل طائفية بحق مدنيين علويين، وفقا لمنظمات حقوق الإنسان.


وبينت الصحيفة أنه بحسب تقرير  الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي منظمة لمراقبة النزاع، فإن الميليشيات والمقاتلين الأجانب المرتبطين بالحكومة الجديدة، ولكن غير المدمجين رسميا فيها، كانوا المسؤولين الأساسيين عن عمليات القتل الجماعي الطائفية والانتقامية التي وقعت هذا الشهر.


وأشار التقرير إلى أن ضعف سيطرة الحكومة على قواتها والمقاتلين التابعين لها، بالإضافة إلى فشل هذه القوات في الالتزام بالقوانين، كانا عاملين رئيسيين في تزايد حجم الانتهاكات ضد المدنيين.


وأضاف التقرير أنه مع تصاعد العنف، تحولت بعض هذه العمليات بسرعة إلى أعمال انتقامية واسعة النطاق، ترافقت مع عمليات قتل جماعي ونهب نفذتها مجموعات مسلحة غير منضبطة أسفرت عن مقتل 1500 شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.


ووتابعت الصحيفة، أن الشرع أقر بأن أطرافا عديدة دخلت إلى الساحل السوري، وحدثت العديد من الانتهاكات، مضيا أن القتال تحول إلى "فرصة للانتقام" بعد الحرب الأهلية الطويلة والمريرة.


وبينت الصحيفة أن خلال 14 عاما الماضية ، تشكلت العديد من الفصائل المتمردة بعضها تحالف مع جماعة الشرع، ثم في أواخر كانون الثاني الماضي، قامت مجموعة من قادة المتمردين بتعيين الشرع رئيسا، ومنذ ذلك الحين تعهد بحل الفصائل المتمردة السابقة ودمجها في جيش وطني موحد.  لكن لم يكن قد مضى على توليه المنصب أكثر من شهر عندما اندلعت الاضطرابات في المحافظات الساحلية.


قال الشرع أمام المئات في مؤتمر الحوار الوطني الأخير: "وحدة السلاح وحصره في يد الدولة ليست رفاهية، بل واجب والتزام".  لكن توحيد الفصائل المتمردة المتفرقة في سوريا يمثل تحديا هائلا أمامه.


الكثير من هذه الفصائل قاتلت بشراسة خلال الحرب الأهلية لتأسيس إقطاعيات خاصة بها، وهي مترددة في التخلي عنها، لذلك لم تحقق جهود دمج الفصائل المسلحة تقدما ملموسا يذكر.



وأضافت الصحيفة أنه ، عندما اندلعت الاضطرابات في 6 مارس، هرع مقاتلون من العديد من هذه الجماعات للمشاركة في القتال، بدوافع مختلفة. كان البعض يسعى لقمع التمرد، بينما أراد آخرون الانتقام من انتهاكات ارتُكبت خلال الحرب الأهلية. وكان معظم العنف يحمل طابعا طائفيا واضحا.


في مقاطع فيديو نُشرت على الإنترنت، ظهر العديد من المقاتلين وهم يهينون العلويين، ويصورون الهجمات عليهم على أنها عمل انتقامي.


في أحد المقاطع، يقول رجل مجهول الهوية في فيديو متداول يُظهر مجموعات من المقاتلين ينهبون ويحرقون منازل يُعتقد أنها تعود لعلويين: "هذا انتقام". وقد تحققت صحيفة نيويورك تايمز من صحة الفيديو.


 وبحسب الصحيفة قالت رهف الدغلي، أستاذة مساعدة في جامعة لانكستر في إنجلترا والمتخصصة في دراسة الفصائل المسلحة في سوريا: "التوحيد مجرد كلام فارغ. إنه ليس حقيقيًا"، وأضافت: “هناك هيكل قيادة ضعيف قائم". 

وبينت  الدغلي أن معظم هؤلاء المقاتلين لم يتلقوا أي تدريب أو رواتب من الحكومة، ولا يزالون موالين لقادتهم الأصليين. ولا تزال هناك مجموعات مسلحة أخرى لا علاقة لها بالحكومة، إلى جانب مدنيين تسلحوا للدفاع عن أنفسهم خلال الحرب.