التدريب الأمني السوري الجديد بين التوجيه الديني والاستعداد الميداني

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  دمشق

 تشهد وزارتا الداخلية والدفاع السوريتين تسريعاً غير مسبوق في تخريج دفعات جديدة من المتطوعين، بعد تدريب موجز لا يتجاوز 30 يوماً، حيث يُوجه الجزء الأكبر من هذه الفترات إلى تدريبات ذات طابع ديني متشدد، بدلاً من التركيز على المهارات المهنية المطلوبة. 


وكشفت مصادر داخلية أن معايير الانضمام تعتمد بشكل أساسي على الانتماء الطائفي (السنة)، مع تشديد على خلفية دينية محددة للمتقدمين.  


ووفقاً لشهادة أحد المتطوعين في وزارة الداخلية، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، فإن الدورات تشمل مبايعة ما يُسمى "الأمير" كمرجعية عليا لهم بدلاً من الضباط النظاميين، إلى جانب تلقينهم مفاهيم حول التعامل مع المسلمين وغير المسلمين بناءً على تصنيفات طائفية. كما تُركز هذه الدورات على غرس أناشيد دينية وترسيخ فكرة "الدولة الإسلامية" كهدف وحيد، وفقاً لرؤية متطرفة.  


وأشار المتطوع إلى أن أحد المحاور الأساسية في التدريب يتمثل في تشجيع الإبلاغ عن أي فرد ينتمي إلى طائفة مختلفة، ما يؤكد سيطرة الخطاب الطائفي على آليات العمل. أما الجانب الميداني فيقتصر على تدريبات سريعة على استخدام الأسلحة، دون تحديد مهام واضحة أو توزيع منظم، حيث يُسلم المتطوعون مركبات ويتم توزيعهم عشوائياً، بينما يظل بعضهم دون أي تكليف محدد.  


يذكر أن المرجعية القانونية التي يتم تعليمها للمتطوعين تستند إلى تفسيرات متشددة منسوبة لـ"ابن تيمية"، ما يثير تساؤلات حول طبيعة المهام الموكلة لهذه الكوادر وانعكاساتها على الأمن المجتمعي.